📩 رسالة إلى الجنجويدي الفاضل السنهوري بقلم: محمد سومي كافي (أبو نسيبة)

إلى من اختار أن يقف في صف الجريمة، من باع الوطن بثمن رخيص، ومن ظن أن البنادق المأجورة تكتب المجد… إليك يا الفاضل السنهوري.
نخاطبك لا لأنك تستحق الرد، بل لأن الخيانة لا تُترك بلا وسم، ولأن التاريخ لا يرحم من يلطخ يديه بدماء الأبرياء ويظن أنه ينجو.
في الوقت الذي يخوض فيه رجال حرب الكرامة معركة البقاء دفاعًا عن الأرض والعِرض، ويصطفون خلف قيم الشرف والسيادة، تقف أنت ومن معك على الضفة الأخرى: ضفة المرتزقة، والعملاء، والخونة، وعبدة المال.
أتعرف ما الفرق بينكم وبين من في الخنادق؟ الفرق أن أولئك يقاتلون من أجل السودان، وأنتم تقاتلون على أنقاضه. الفرق أن رجال الكرامة يكتبون تاريخًا بشرف، وأنتم تحرقون صفحات هذا الوطن بلا خجل.
دعني أُذكّرك باسمٍ لن تنساه هذه الأرض: الشهيد مهند. أحد أبناء السودان الأوفياء، ترك الدنيا وهو يقاتل بشرف، في الصفوف الأمامية، دفاعًا عن وطنه، لا طمعًا في منصب، ولا خدمةً لأجندة. قاتل ليحيا غيره، واستشهد ليبقى الوطن. هل رأيت الفرق يا فاضل؟ مهند مات شامخًا، بينما أنت تمشي بين الناس بذلّ الخيانة. مهند تُشيّعه القلوب بالدعاء، وأنت سيسجلك التاريخ في سطر الجبناء. هذا هو السودان الذي لا تفهمه. سودان الرجال، لا السماسرة.
لقد تحالفت مع مشروع لا يعرف وطنًا ولا كرامة، مع مليشيا لا ترى في الإنسان سوى غنيمة، وفي المدينة سوى ساحة نهب واغتصاب. صفّقت لجرائم ضد الأبرياء، وغضضت الطرف عن مآسي شعبك، بل وشاركت فيها بلسانك وسكوتك… ولا سكوت في زمن الجريمة.
نحن لا نطلب منك توبة، فقد خان التائبون طريقك، لكننا نوثق موقفك لتقرأه الأجيال القادمة جيدًا: أن “الفاضل السنهوري” لم يكن في صف الوطن، بل كان في صف من حرق الوطن.
تستطيع أن تلبس عباءة الكذب في وسائل الإعلام، وتدافع عن القتلة تحت عنوان “الرأي”، لكنك لا تستطيع خداع التاريخ، ولا خداع الله، ولا النجاة من لعنة الأرض التي خُنتها.
حرب الكرامة مستمرة، لا من أجل السلطة، بل من أجل أن لا يُحكم السودان بيد الغزاة. وستسقط الأقنعة، ويُهزم الظلم، ويعلو الوطن، ويبقى أمثالك عنوانًا للخيانة، مهما حاولت أن تلوّن صورتك بلون الحياد الكاذب.
التاريخ يُكتب الآن… فاختر إلى أي سطر تنتمي.
—