أعمدة الرأي

وهج الكلم


د. حسن التجاني… يكتب
شرطة …اقدار وتراتيب…!!

لم تكن اجراءات الشرطة في احالات وترقيات وتنقلات الضباط امرا جديدا او مستحدثا لكنها تراتيب واجراءات الزامية موروثة عبر الاجيال الشرطية منذ ان بدأت الشرطة لافساح المجال لتجديد الدماء…صحيح ليست بهذه التعقيدات والكثرة في العددية ولكنها كانت واردة ومعمول بها.من قبل…لكنها ليست ب(خرمجة) كشف (2020) الذي لم يتعرف له اب شرعي وحتي اليوم ب(دون)….وللا شنو ياسعادتو علي ادريس الناطق الرسمي باسم ضباط (2020)الذين احيلوا تعسفيا او(تعسفا) كما يحلوا لك..؟!
ناس الشرطة من اهتماماتهم وبقية القوات العسكرية الاخري بهذه الكشوفات خاصة علي عهد الانقاذ ..اخذوا يترقبونها كل عام بين باق ومغادر ومنقول فاخذوا يطلقون عليها (التونسية) والتي كانت مبرمجة سفرياتها كل خميس والكشوفات تطلع الخميس وهذا (سرالتسمية)غالبا مساء حتي تصادف اليوم الثاني الجمعة يعني لو غادرت في الكشف معناها خلاص (كاكي مافي تاني… ملكي بس) والسبت قبل ان يعلن عطلة رسمية اذا اصبح يوم عمل بتحترم نفسك وتلزم بيتك…وتسمية اخري هي (اللوري قالوا بنقلب الليلة وبدفق الفيه)…فاصبح الكشف هاجس يقلق كل الذين عليهم الدور …ومنذ لحظة ان تطلب الشئون العامة التوصيات للضباط من اداراتهم التي يعملون فيها تبدأ (الهلا هلا)…وسط الضباط.
قصدت بهذه المقدمة ان اشرك القارئ الكريم في معاناة العسكر اضافة لاعبائهم الجسدية في مهمتهم العملية الجنائية الشرطية عامة .وكذلك اردت ان اؤكد انه امر متعارف عليه ..كذلك الكشوفات معاناة النفس والذهن معا وهي لحظات تحدد مصير الضابط ومستقبله المهني الشرطي.
مسألة الكشوفات سلاح ذو حدين…يبتر من القوة الفاسدين واصحاب المشاكل المهنية وفق تقارير الاداء …ويكرم من احسنوا الاداء وحملوا الوطن في حدقات العيون ….وابلوا بلاء حسنا…في حب الوطن.
الارزاق بيد الله وهي اقدار الهية…الانسان يتسبب فيها فقط
…..ضعيف الايمان من يندب حظه وان كان يري انه قد ظلم من قادته حين يتخطاه الترقي او يحال للصالح العام او حتي ينقل تعسفيا ..وقوي الايمان من يري عكس ذلك تماما ويتوكل علي الله
والمعاش ليس نهاية المطاف…بل تبدأ منه حياة جديدة هي من حق الاسرة والابناء الذين حرمتهم المهنة منك زمنا طويلا…
لذا لا نري ضرورة للانانية وعدم تقدير الزمالة والمنافسة غير الشرعية بين الزملاء فالترقية التي تصيب دفعتك او زميلك تعد مكسب لك فيجب ان تسود روح الترابط والتعاضد والتماسك والمحبة والالفة بينكم جميعا لاجل مصلحة المؤسسة ايا كانت ولاجل الوطن .
من الطبيعي ان يغادر اي مدير مقعده لغيره لان بالامس كان من هو غيره جالس عليه…ويحق لمن ينوبه ان يأتي خلفا له الا اذا كان سئ الذكر ضعيف الاداء …غير ذلك لا اري سببا لاقالته طالما هو شغل منصب نائب ….وابلي بلاء حسنا.

* هذا الحراك مهم جدا في قبيلة الشرطة وهو كما قلنا امر طبيعي واجب التنفيذ فما يفرح زميلك يجب ان يفرحك انت المحال للصالح العام لان ترقيته هي ترقية دفعة انت تنتمي اليها
واذا احيل هون عليه من شدته واقف لجانبه لان حب الشرطة يجري فيهم كجريان الدم في الاوردة والشرائين…وحين يحال الضابط للصالح العام يحزن لا لاجل الوظيفة التي افتقدها ولكن لفقده الدفعة والام الرءوم وهي الشرطة.

* دليل حديثي هذا …ان قادة الشرطة الذين فارقوا الشرطة منذ سنوات مضت جتي امس يسألون عن (التونسية) واذا انقلب اللوري يتسارعون بالسؤال من ذهب ومن بقي…ليذهبوا مؤازرين ومباركين لهم …ويظلوا يقدمون النصح للجدد المترقين ومساندتهم بالاستشارة في القيادة ويقدمون لهم جل خبراتهم علي صحن من ذهب متي طلبوا ذلك.

* ولان الشرطة دفع وقبيلة تظل في شأنها كالاسر والمجتمع بهذا الرباط طويلا …رباطهم يظهر في السراء والضراء …فاذا وجدت تجمعا بشريا ملفت بالمقابر مثلا تأكد ان الميت له علاقة بشرطي او هو نفسه …وهكذا في الافراح .. التجمعات تؤكد قوة مجتمع الشرطة .

* سبب كل هذا (الرغي)…المفيد وغير المفيد …ان لوري الشرطة امس انقلب …وجاء بالفريق امير عبد المنعم فضل مترقيا لرتبة الفريق اول ومديرا عاما للشرطة وذهب الكشف بالفريق اول خالد حسان الي التقاعد
بالاعفاء من المنصب …واحال الكشف الفريق محمد ابراهيم من نائب مدير عام مفتش عام للتقاعد
بالمعاش….طبعا الفريق لا يلحق برتبته حرف المعاش (م) كما هو الشأن في رتبة اللواء …يلصقوا ليك الميم زي الترتيب وهي في الواقع تضعف هيبة الشرطة ..فالميم اشارة لان ينادونك ب(لواء ميت) واخر حي مازال بالخدمة …وجاء الكشف نفسه باللواء الطاهر البلولة نأئبا مفتشا عاما مترقيا لرتبة الفريق.

* بي كده تكون كابينة الشرطة خلاص مدير ونائب اكتملت
وبذا يعتبر الفريق اول امير (ثامن)
مدير يأتي مديرا عاما للشرطة خلال (6)…سنوات فقط وهو امر مزعج جدا …ادي هذا التغيير في السرعة الي فقدان كثير من القيادات المؤهلة ذات الخبرات من العيار التقيل ولا يمضي عليه اكثر من عام الا وركب التونسية وهو في قمة عطاءه وفكره المتقد ذكاء وخبرة ولولا ان الشرطة تاريخها يشهد علي ان انتقال مفاهيم العمل الشرطي يأتي سريعا عبر الاجيال لطاحت الشرطة ولحقت ب(امات طه)…وتبا للقحاتة .

* احال الكشف عدد كبير من العمداء بعد ترقيتهم لرتبة اللواء (ميت) (زينا كده ) وعدد مقدر في رتبة اللواء للمعاش دون ترقيتهم وفقط اربعة لواءات لفريق من دفعة لم يبق فيها الا لواء واحد سكت المشرع عن الحديث عنه وصعد (7) الي رتبة الفريق …وبذا تكون الدفعة قفلت الباب وكتبت عليه (شطبنا)…لتنتظر منافسة حامية الوطيس حادة للوصول لمقعد المدير والنائب لاحقا …والتي سيتنافس عليها جزء من الدفعة التي صعدت خلفهم باقدمية اقدم لواءات الا ذلك اللواء من ذات دفعة (شطبنا) ….علي فكرة ابعاد الفريق الطاهر عبد الحفيظ من الصعود معهم جعلني لم اكمل عبارة خير من اخترت من قادة ياسمرة .

* نرجو الا ينتهج قادة الشرطة القادمون نهج (القائد قام بجماعته) …حتي لا تصبح مسلكا غير حضاري وسط قوات اشتهرت بالنزاهة والنقاء وحب الدفعة..فالترابط والاخوة والتماسك كلها مفاهيم مهمة في اوساط الشرطيين ويجب ان تسود بينهم وهذا ما ظل يوصي به قادة الشرطة السابقون فالمهم ان تفلح الشرطة وتبقي تتناقل رسالتها كل الاجيال (الدفع) جيلا بعد جيل ودفعة بعد دفعة …وتبا للقحاتة …(قال كنداكة جاء بوليس جري)….عليكم الله بوليس اعاد السودان في الشرطة افضل مما كانت قبل الحرب في غضون شهور ده بوليس بجري من كنداكة ؟؟؟.

سطر فوق العادة :

الفريق اول امير عبد المنعم فضل خير اختيار لمرحلة ما بعد الحرب كمدير عام …وعلي فكرة امير صار وحيدا في دفعته بالخدمة و نائبه كان (جونيره) في الكلية وان يصبح كذلك نائبا له فهذا امر طبيعي في (السلسلة) العسكرية الشرطية تحديدا … وهذه اول مرة يخرج للشرطة كشفا عادلا محكما فريدا في الترقي والاحالة …وهذا الذي كنت اردده كثيرا هنا ان الوزارة جاها معلم كبير اسمه الجنرال بابكر سمرة….وزيرا ومعلما وخبيرا في العمل الاداري المعافي العلمي السليم
وقسما تعالي (ثغرة) يدخل بيها عاطل للتشكيك او النقة الفارغة الا وسداها ….وعمل البشر ناقص مهما كان والكمال لله وحده….(سمرة يا ادارة يا ابداع ده الوزير وللا بلاش) بحكم معرفتي بهؤلاء الابطال من قادة الشرطة الجدد لم يكن كشف التنقلات الذي صدر بشأنهم موفقا
ومهما كانت هناك (ميول سياسية) وهذه ستكشف الايام عنها وان طال السفر وحقبقتها….كفي بالجنرال عثمان دينكاوي (جوازست) فمكانه
الطبيعي الولاية مديرا …والجنرال سراج منصور الشئون العامة او (الادارية) حسب المسمي الصحيح…والجنرال سامي صديق (جوازست) رئسا للهيئة …والجنرال الرااقي طارق سورج لهيئة التوجيه والخدمات …(بس خلاص) ….الباقي كل في مكانه…تنقلات الضباط هي الوحيدة التي يجب ان تكون بالرغبة ولا سرية فيها لان شأنهم شأن الوزراء
امرهم يحدده الشعب ونحن من شعب الشرطة …الاحالة الترقي التخطي تضرب عليها السرية الا التنقلات فأمرها شأن عام ولنا حق ابداء الرأي ولو كره الكارهون .
اخي الجنرال (اول) امير عبد المنعم افتح ابواب مكتبك لكل من طرق عليه …انها ايام معدودات فاحرص
ان تخرج منها والغالبية راضية عن حسن الاداء …موفق باذن الله
اخي الجنرال الطاهر البلولة الصعود لاعلي صعب يحتاج ليكون سهلا لتمارين الصبر علي حسن الاستقبال وبليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر…موفق يا جنرال.
(ان قدر لنا نعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى