أعمدة الرأي

أيمن بدوي* يكتب إتحاد الفشل و(العطالة) لايستطيع (إهانة) نادي الزمالة

 

 

 

يبدو أن ما يسمى بإتحاد كرة القدم السوداني والذي أصبح ضيعة وملكية خاصة لمجموعة فاقدة للمسؤولية، أصبحت تتصرف بلا خجل ولا تهتم بأبسط مسؤولياتها تجاه أنديتها التي تمنحها الشرعية في إدارة النشاط الرياضي، وهذا الأمر يجلعنا نسأل ماهي مسؤليات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم؟؟

 

تجاهل الاتحاد عمدا و(حقارة) و(رجالة) وبلا خوف من الحساب نادي الزمالة أم روابة أحد أنديته (إن اعترف بذلك) الممثل للبلاد في البطولة الكونفدرالية لأول مرة بعد مجهود كبير وفردي بذله مجلس إدارة النادي مع دعم من أبناء المدينة منذ انطلاقة الدوري الممتاز وحتى حجزه للمركز المؤهل للبطولة الأفريقية الثانية، حتى غادرت البعثة إلى كينيا.

 

لم ينحني نادي العزيمة والإرادة للعاصفة رغم مواجهته لها وحيدا دون سندا لا من اتحاد الكرة ولا من حكومة الولاية بالقدر الذي يجعله منتميا لهما، ولم يكن متوقفا على دعمهما ماديا أو معنويا أو حتى إداريا وإجرائيا فهذه مسؤوليات لا يضعها إتحاد الفشل في أجندته..

تزامن وصول بعثة الزمالة إلى بورتسودان مع انعقاد إجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة بنفس المدينة وفي نفس التوقيت حيث اجتمع المجلس في يوم الخميس بصالة منتجع الربوة الفخيمة باهظة الثمن وثمينة الخدمات، ووصلت بعثة الزمالة مساء الأربعاء وهي تهُم بمغادرة البلاد إلى أولى الاستحقاقات الخارجية بنيروبي ..

تخيل عزيزي القارئ لم يكلف الإتحاد العام نفسه ولو بإرسال احد اعضائية ليصل معسكر النادي الممثل الرابع للكرة السودانية أفريقيا، ولم يتابع أحدهم إجراءات سفر البعثة أو حتى السؤال للاطمئنان فقط، ومعرفة كيفية سفر البعثة.

لم يمنح الإتحاد النادي الممثل حتى (مرايل الإحماء) الخاصة بالكاف، ولم يعين حكما ليحاضر اللاعبين عن آخر تحديثات القوانين التحكيمية..

تخيلوا..

لم يعين الاتحاد العام رئيسا للبعثة من طرفه ليرافق الفريق في رحلته كما جرت العادة (أي تجاهل هذا)

لم يسأل رئيس ولا أحد أعضاء الإتحاد عن حال البعثة ولو عبر الهاتف، في حين أن غالبية أعضاء الاتحاد كانوا ليلة وصول النادي متواجدون بالمدينة يجتمعون ويتسامرون في كل شئ إلا وضع الأندية الممثلة للبلاد.

الحقيقة هي أن الاتحاد العام يجمع مجموعة من فاقدي الشئ وأصبحت عضويتهم مهنة من لا مهنة له وليست تمثيلا للاتحادات أو الأندية.

عندما قرر الاتحاد العام عقد جمعيته العمومية في بورتسودان كأول جمعية منذ اندلاع الحرب اجتهد الاتحاد لإحضار أعضاء الجمعية العمومية ووفر لهم سبل الراحة و(الدلع) وتكفل بالترحيل والسكن وحجز لهم بفندق كورال (عالي التكلفة) ووزع النثريات على الأعضاء مع توفير الوجبات حتى يضمن نجاح جمعيته العمومية ليواصل المجلس هيمنته و(كنكشته) في إدارة أشياء أخرى ليست من بينها كرة القدم..

والغريب ان نفس الإتحاد كان (يطارد) ليل نهار أعضاء اتحاد ام روابة ورئيس نادي الزمالة من أجل إحضار ممثلا لإتحادهم لحضور الجمعية العمومية.

من العيب والخزي والعار أن يستخسر إتحاد الكرة (خطف رِجل أحد عواطليته) لتصل إلى مقر بعثة نادي الزمالة وهو يتأهب للسفر ممثلا لنفس الإتحاد ليطمئن فقط على ممثله.

ومن العار ألا يتواجد عضوا من الإتحاد بالمطار ليودع البعثة حتى ولو كان يتمنى لها الهزيمة والفشل (ما بتعرفوا تجاملوا؟ )

ومن المخجل ألا يرد أعضاء الاتحاد على مكالمات إدارة النادي التي تريد الاستفسار عن بعض القضايا والنادي يشارك لأول مرة..

الحقيقة التي لا يعلمها الاتحاد العام أن نادي الزمالة برجاله ورجال مدينته قادر أن يوفر لفريقه تكاليف السفر وكل المتطلبات دون الحاجة لمال أو مشورة من قبل هؤلاء.

 

لم يحضر إتحاد الكرة ولكن حضر إبن المدينة السيد الفريق يس ابراهيم وزير الدفاع السابق ووقف على ترتيبات سفر البعثة وظل مرابطا بالمطار حتى مغادرتها، وحضر وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية وخاطب البعثة دون أن تكون لديه مسؤوليات مباشرة لوزارته تجاه هذا النشاط وأيضا كان أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية والأمين العام لمجلس للطفولة حضورا، وقد غطوا غياب أهل الشأن ورفعوا من روح اللاعبين قبل مغادرتهم..

ألا يخجل إتحاد الكرة من هذا الموقف؟؟

إذا استثنينا الفاتح باني الذي كان له دور كبير في رفد النادي باللوائح ومتابعة إجراءات الرخصة في وقتٍ سابق بصورة فردية فإن البقية قد سقطت سقوطا شنيعا في إمتحان المسؤولية المباشرة التي انتخبوا من أجلها..

تهرب الاتحاد عمدا عن متابعة وزيارة البعثة أو حتى السؤال عن الفريق بعد أن راجت بعض الأخبار عن أزمة مالية قد تحول دون سفر الفريق لأداء مباريات البطولة لذلك اختفوا وتواروا عن الأنظار بل كان الإهتمام بإنعقاد إجتماعهم (والذي لا ندري في أي شأن يتحدث) أو أن هنالك نشاطا آخر غير كرة القدم يديره هذا الإتحاد..

إتحاد تستحوذ على عضوية مجلسه مجموعة لم تمارس كرة القدم حيث أتت حين غفلة لتحكم مؤسسة أهلية تدير نشاطا تجمتع حوله أكبر كتلة مجتمعية بالبلاد..

فهل للإتحاد الفاشل الذي يهدر أموالا خُصصت للنشاط الرياضي في إجتماعات لا تهتم أساسا بالقضايا التي أسس من أجلها مبررا لما حدث ؟؟

شكرا مهيار الطيب وشكرا شعاب مغاربة وحسنين على تسخير خبراتكم ووقفتكم القوية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى