وهج الكلم
د. حسن التجاني… يكتب
تمهل… (امامك حياة)…!!
شعار ملئ بالمعاني الإنسانية والتوعية والارشاد لمخاطر الطريق إلذي اتخذته شرطة مرور السودان شعارا لأسبوع المرور العربي …الذي كان يأتيها سنويا من مجلس وزراء الداخلية العرب في اجتماعاته الدورية السنوية والتي كان يمثلها من السودان وزير الداخلية .
لا أدري هل حضر السيد وزير الداخلية السوداني اجتماعات الدورة الأخيرة لهذا العام ام حالت دون ذلك ظروف الحرب في السودان …يبدو ان الأمانة العامة للمجلس هذا العام كانت مشغولة باحتفائها باليوم العربي للتوعية ب(آلام وماسي ضحايا الأعمال الإرهابية) الذي يصادف الثاني والعشرين من أبريل من كل عام …مما شغلهم عن الاحتفاء بأسبوع المرور العربي واصدار توصياتهم التي من ضمنها يأتي شعار اسبوع المرور هذا والذي يعمم علي كل عضوية المجلس من الدول العربية الأعضاء ويصبح عليهم الزاما تنفيذه لكن بالكيفية التي تراها كل دولة.
لذا تخيرت كل دولة هذا العام الشعار الذي يناسبها واتخذته شعارا للأسبوع….حتي ان بعض الدول كدول الخليج جات بشعار(قيادة بلا هاتف) …ولكن (رمزية)شعار السودان هذا العام كانت اوفر حظا واعمق مضمونا في المعني ..(تمهل أمامك حياة)
بمعني لا تتعجل مسرعا الحياة تنتظرك فلا تأتيها وانت مقعد بحادث المرور نتيجة العجلة وهي دعوة إرشادية وتوعوية لاحترام ضوابط المرور واحترام قوانينه بالالتزام الفردي او كما أشار السيد مدير الإدارة العامة للمرور اللواء دكتور سراج الدين منصور خالد في تصريحه للمكتب الصحفي للشرطة في هذه المناسبة .
في أسبوع المرور اتوقع للأسف زيادة في البلاغات وربما هذه الزيادة (ظاهرة صحية مهنية) تؤكد ان شرطة المرور لجانب احتفالاتها بالأسبوع تكثف جهودها في الطرقات المرورية لاجل الإرشاد والتوعية وبذا لابد أن تسجل مخالفات هذا علي حد اعتقادي الذي يكون متوقعا ولكن يبدو لي ان شرطة المرور قد فهمها مستخدمو الطريق من سائقين وراجلين من طرح هذه الشعارات الإرشادية (المتسامحة).
فهما خاطئا ..بأن الاسبوع بلا بلاغات الا الخطيرة منها وهذا فهم خاطئ حتي وان طرحته الإدارة المرورية حقيقة لان سلامة العملية المرورية مسئولية مشتركة بين مستخدمي الطريق والادارة العامة للمرور.
تهتم الإدارة العامة للمرور بالأسبوع من كل عام اهتماما كبيرا وتسعي جادة لتحقيق اكبر قدر من الإرشاد والتوعية خلال الأسبوع ولعلمي هذا الأسبوع يعد من اكثر ايام المرور صعوبة وقساوة لان نسبة الاستعداد فيه ترتفع الي (100%) في كل القوة و لانه يشتمل علي برامج ثقافية وارشادية في ندوات ومحاضرات واجتماعات وليالي ترفيهية لكن هذا العام سيخلو البرنامج من كل هذه النشاطات المصاحبة لظروف الحرب وستقتصرها علي حسب افادة مدير المرور فقط علي زيارة أسر الشهداء وزيارة الجرحي واكرامهم لادوارهم المتعاظمة في حرب الكرامة.
الإدارة العامة للمرور لا تتوقف عند حد التوعية والارشاد واسداء النصح والتوجيه بل تتخطاه لاكرام المواطن بتخفيض رسوم الإجراءات خلال الأسبوع من ترخيص للسيارة واستخراج رخصة القيادة وفق الضوابط المعمول بها بدون (تساهل) ….كل هذا لاجل الوصول بالمواطن الي سلامة مرورية وتشجيع ودفع المواطن ليكون شريكا اصيلا في هذه السلامة….وهي السلامة المرورية.
سطر فوق العادة :
جميل ان يكون الأسبوع بعد عامين كاملين بالخرطوم هذه المرة دون أن يكون قائما في دونها وهنا لابد من تحية السيد والي ولاية الخرطوم الاستاذ احمد عثمان حمزة وسعادة الفريق امير عبد المنعم فضل مدير شرطة ولاية الخرطوم لجليل مجهودهما في اعادة الحياة الي طبيعتها هناك …وان كان لنا من توصية نوصي بها رجالات المرور وهم يحتفلون بأسبوع المرور العربي هذا ان يكونوا ميالين لجانب الإرشاد والتوعية اكثر من التفكير في إيقاع المواطن في شرك المخالفات …وان يحسنوا معاملة المواطن ايا كان سائقا او (راجلا) ..وان يتركوا الميل ب(الطبع في بعضهم) بخلق مناوشات وصراعات ما ينبغي أن تكون وفق مواد قانون المرور حتي ان القانون اسماها (مخالفات مرورية)وليس (جرائم مرورية) الا بعد تعديل مادة قطع الإشارة المرورية وهي حمراء يعد جريمة لأنها تزهق فيها أرواح ولو اني اري انها لم تستمر طويلا ولا ادري ان ألغيت ام مازالت علي وضعها مجمدة …وعليكم ان تتركوا احساس ان المواطن عدو لكم وهو يقود سيارته إنما ضعه في خانة الأخ.. الشقيق.. الأخت .. الوالدة.. الوالد الصديق… قطعا لن تتخذ معه اي اجراء وتستقيم بذلك العملية المرورية و(ينفتح الطريق) وانسيابه.. كذلك علي رجل المرور ان يحسن معاملة مستخدمي الطريق بأحسن معاملة حتي تزول الجفوة بينهما ليس في هذا الأسبوع فحسب بل عليه ان يكون ذلك شعاره الدائم….كل عام والشرطة بخير والمرور اكثر تقدما وتطورا ورقيا …وحقا تمهل أمامك حياة.
ومن عندياتي (يا مالك القلب بالمعروف. تمهل فإن غدا احلي واجمل وانضر .
(ان قدر لنا نعود)