نحويّات المساء

*محمد النحوي الشريف*

*”يا أبو الرجال”… لا تبخل بالأضحية!*

جاء العيد السعيد ونحن نتنسّم عبيره خلال هذه الأيام الطيّبات المباركات، التي يجب علينا فيها أن نعيد النظر في قيمنا ونسير على خطى الخير والبرّ والإيمان، من بينها الكرم والسخاء. ونتذكّر أن ليس للمال قيمة إذا لم يكن سببًا في تحقيق السعادة لأنفسنا ولأسرنا ولمن حولنا!

للأمانة، نشعر بالأسى حينما نرى البعض منّا يعيشون في وفرة ورغد ويبخلون بالأضحية، بحجّة ارتفاع الأسعار، والنزوح وظروف الحرب. لا يدركون أن الرزق يأتي بمنّ الله وأن كل حسنة يضاعفها الله. هذا البخل الذي يغلب بعض النفوس الجشعة، يجب أن ينتهي.

الأضحية يا عزيزي شعيرة من شعائر الله تعالى، يتقرَّب بها المسلم إلى الله عزّ وجلّ، وفرصة لتوزيع الخير والبركة على البيت الصغير والبيت الكبير والأهل والجيران. لا تكن من الذين ينسون قيم الوفاء والسخاء والرخاء، بل كن سببًا في تسهيل حياة أولادك وأسرتك ووسِّع عليهم يوسِّع الله لك في رزقك. وهذا تذكير لي ولكم بحديث النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي قال فيه “من كان له سَعة ولم يضحِّ ، فلا يقربنَّ مُصلانا”.

يجب علينا أن لا ننظر إلى المال أنه سينتهي وسيضيع إذا أنفقنا منه، بل ننظر إليه على أنه وسيلة لراحة وسعادة الأولاد والزوجة وأنفسنا وأسرنا الكبيرة التي يجب الإنفاق عليها. ونتذكّر دائمًا أن الله واسع الرزق، فإذا كنت أيها القارئ توسّع في الصرف على أسرتك لشراء “الخروف” وشراء الجديد لإظهار ملامح الفرحة بالعيد السعيد، فإن الله سيوسَّع عليك في كل شيء.

علينا أن نعيد ونجدد قيم السخاء والعطاء والمحبة إلى حياتنا بـ” الإيد الوافرة الممدودة”. ولنقتدي بقيم الإسلام من أجل الخير والبركة في المال والأهل والولد. ولنتذكر دائمًا أن كلّ حسنة يضاعفها الله ، لنكن أكثر سخاءً وعطاءً، ولنشارك في تخفيف أعباء الآخرين وتحقيق البيوت الآمنة التي تحفّها البركة والسعادة والطمأنينة.

وياعزيزي إذا كنت لا تملك القدرة المادية على شراء الأضحية، فلا حرج عليك، لا تكلِّف نفسك فوق طاقتها “وتدخل في ديون وبعدين تبقى في الطريقة البتسدد بيها”.

فقط علينا أن ندرك أن السخاء لأهل البيت لا يفنى، بل يبقى خالدًا كرمًا وجودًا وسعادةً وراحةً لا تنتهي، فلا تحرم نفسك من كل ذلك والأجر والثواب عند الله تعالى.

.