أعمدة الرأي

نبض المجتمع

طه هارون
طه هارون حامد… يكتب
مفهوم السلام وسبل نبذ العنف والكراهية

في عالم تتزايد فيه التحديات والصراعات على المستويات المختلفة، يبرز السلام كقيمة إنسانية عليا، وضرورة حضارية لبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة. فالسلام ليس فقط (هو اسم من اسماء الله الحسني ) غياب الحروب والنزاعات، بل هو حالة من السكون والطمانينة و الانسجام والتفاهم بين الأفراد والشعوب، تقوم على العدالة، والمساواة، والاحترام المتبادل. في المقابل، يُعدّ العنف والكراهية من أكبر المعوّقات التي تحول دون تحقيق هذا السلام، لما يحملانه من دمار مادي ومعنوي.
أولًا: مفهوم السلام
1. السلام في اللغة والاصطلاح:
السلام لغةً هو الأمن والأمان، والطمأنينة والسكينة. أما اصطلاحًا، فهو حالة من الانسجام والتفاهم بين الأفراد أو المجتمعات أو الدول، يتم فيها حل النزاعات بالطرق السلمية، ويُحترم فيها القانون والعدالة، وتسود قيم التسامح والرحمة.
2. السلام في الأديان السماوية:
جاءت جميع الأديان السماوية حاملةً رسالة السلام، فالدين الإسلامي حثّ على السلام في كثير من المواضع، وأطلق اسم “السلام” على الله سبحانه وتعالى، وأمر المسلمين بالتحية بقولهم: “السلام عليكم”. والمسيحية دعت إلى المحبة والغفران، وقال السيد المسيح: “طوبى لصانعي السلام”، وكذلك اليهودية التي رفعت شعار “شالوم”، أي السلام.
3. أنواع السلام:
السلام الداخلي: وهو شعور الإنسان بالسكينة والرضا النفسي.
السلام الاجتماعي:
وهو تعايش أفراد المجتمع الواحد في بيئة يسودها العدل والأمان والاستقرار والبناء
السلام الدولي:
ويشير إلى علاقات سلمية بين الدول، خالية من الصراعات والحروب.والمشاحنات
ثانيًا:
العنف والكراهية – جذور وآثار
1. مفهوم العنف والكراهية:
العنف هو استخدام القوة الجسدية والتحرش والتنمر أو النفسية لإلحاق الضرر بالآخر، وقد يكون لفظيًا أو ماديًا أو رمزيًا. أما الكراهية، فهي مشاعر سلبية موجهة نحو الآخر، تنطوي على رفض أو ازدراء أو احتقار، وقد تقود إلى سلوك عدائي أو تمييزي اما عرق او مناطقي
2. أسباب العنف والكراهية:
الجهل والتعصب الفكري والديني.او القبلي اوالجهوي و
التمييز العنصري أو الطبقي أو الجنسي.
الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي.
التحريض الإعلامي والخطابات العدائية.
التنشئة الخاطئة والعنف الأسري.
3. آثار العنف والكراهية:
تفكك النسيج الاجتماعي وفقدان الثقة بين الأفراد والمجتمعات
تعطيل التنمية وتدهور الاقتصاد.
ارتفاع معدلات الجريمة.
انتشار الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
تفاقم الصراعات وتكرار الحروب الأهلية.
ثالثًا:
سبل نبذ العنف والكراهية وتعزيز ثقافة السلام
1. التربية على التسامح منذ الصغر:
غرس قيم الاحترام والتسامح في نفوس الأطفال، وتدريبهم على تقبل الآخر، والاختلاف في الرأي والدين والثقافة، هو حجر الأساس في بناء جيل مسالم ومنفتح.
2. التعليم والإعلام الإيجابي:
دور المؤسسات التعليمية لا يقتصر على التلقين الأكاديمي، بل يجب أن يكون منبرًا لترسيخ مفاهيم السلم واللاعنف. كما يجب على وسائل الإعلام أن تبتعد عن التحريض، وأن تبث برامج توعوية تعزز من ثقافة الحوار والتفاهم.
3. سن القوانين والتشريعات:
من المهم وجود قوانين صارمة تجرّم خطاب الكراهية، والعنصرية، والعنف ضد الأفراد أو الجماعات، وتكفل العدالة وحقوق الإنسان لجميع فئات المجتمع.
4. دور المؤسسات الدينية والمجتمعية:
على قادة الدين والمجتمع أن يكونوا قدوة في نبذ العنف والكراهية، وأن يوجّهوا الناس نحو السلوك السلمي، مؤكدين أن الاختلاف لا يبرر العداء، وأن القيم الدينية لا تتنافى مع التعددية.
5. الحوار بين الثقافات والأديان:
الحوار وسيلة فعالة لفهم الآخر وتخفيف التوترات. فكلما زاد التفاعل والتواصل بين الثقافات، قلت فرص الصراع وسادت أجواء الاحترام.

إن السلام لا يُولد من فراغ، بل يحتاج إلى إرادة حقيقية، وتعاون جماعي وياتي دور المجمتع المدني والادارة الاهلية. ولجان الاجاويد ، وعمل مستمر على ترسيخ القيم النبيلة، ومواجهة كافة أشكال العنف والكراهية. وبقدر ما نعمل على نشر ثقافة السلام والمحبة، بقدر ما نقترب من عالم أكثر إنسانية وعدلاً، خالٍ من الحروب والأحقاد. فليكن شعارنا دائمًا: “السلام خيارنا، والتسامح طريقنا، والمحبة لغتنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى