مواطنو كادقلى الجبل رقم مية.

ام درمان متابعات كوشى نيوز
ليس ببعيد : أحمد كنونة
بالرغم من أن جبال النوبة حسب الرويات أنها تسعة وتسعين جبلاً ولتكملة هذا العدد أطلق الوالي الأسبق مولانا أحمد هارون على مواطن كادقلي إسم ( الجبل رقم مية ) وكل ذلك لصموده وثباته وصبره على الأحداث الجسام وتواجدهم عند المهام وتجلي ذلك في مواقفهم العديدة التى شهدتها تلك الحقبة وتأكد لنا ذلك جلياً فى يوم الإثنين 3/2/2025 عندما صحونا من نومنا على أصوات قصف الحركة الشعبية شمال جناح الحلو لمدينة كادقلي من الإتجاه الشرقي بالدانات والتى سقطت فى الأحياء السكنية والمدارس وسوق كادقلي نتج عنها إستشهاد عدد 52 مواطناً وإصابة 37 آخرين بجروح متفاوتة فقد هرع أهل كادقلي لمواقع الأحداث مشاركين فى إجلاء المصابين إلى المستشفيات بالتكاتك وسيارتهم الخاصة والتبرع الفوري بالدم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .هذا الموقف أظهر معدن أهل كادقلي ( الجبل رقم مية ) الأصيل وجعله أكثر لمعاناً وبريقاً وكما يقولون لا يعرف قدر الرجال إلا الرجل وكذلك المرأة التى أرضعت الرجال الشجاعة والشهامة والصورة داخل مستشفى كادقلي لوحدها تحكي عن نجدة الملهوف وقضاء حوائج الناس والتعاون والتماسك والوحدة بين مختلف المكونات والإثنيات كان هذا هو العنوان المميز والأبرز لهذه المحنة والإبتلاء والمصاب الجلل ونحن نشاهد تدافع الناس حاملين المأكولات والمشروبات للجرحي ومرافقيهم وبعضهم ليس له مصاب أو معارف ولكن شهامته وحبه للخير جعله يسجل حضوره فى دفتر الإنسانية وكذلك عدد من أصحاب الصيدليات قاموا بتقديم بعض المستلزمات الطبية لإسعاف الجرحي دون مقابل مادي هذه المشاهد وغيرها نقلتها بعيون الصحفى وأنا أتجول بين المستشفيات دون أن يحس أحداً من هؤلاء بما أقوم به من تغطية للحدث .
فشكراً للحركة الشعبية شمال جناح الحلو برغم الألم والحزن إلا أنها بهذا القصف العشوائي الذى إستهدفت به المدنيين العزل الأبرياء أهدت مواطن كادقلي الجبل رقم مية فرصة لتعزيز التعايش السلمي وتقوية النسيج الإجتماعي وبناء اللحمة وتوحيد الجبهة الداخلية كما أنها لم تزد أهل كادقلي ( الجبل رقم مية ) إلا صلابة تجاه الوطن والدولة وقواته المسلحة ولن يزيدها ذلك إلا خسارة لمشروعها وبعداً عن مواطنيها وهذا هو الخسران المبين وحصاد السراب لسنوات الحرب التى طالت دون جدوى .