Uncategorized

من لإطفال كادقلي ؟!

من لإطفال كادقلي ؟

ليس ببعيد : أحمد كنونة

هو سؤال نخاطب به الضمير الإنسانى والعالمي حيال المجذرة البشرية التى إرتكبتها قوات الحركة الشعبية شمال جناح الحلو بقصف مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان من الناحية الشرقية ، قصف لعدد من الأحياء السكنية والمدارس أثناء ساعات الدوام والدراسة بالإضافة إلى سوق مدينة كادقلي المكتظ حينها بالمواطنين مما تسبب فى إستشهاد عدد 52 مدنياً وإصابة عدد 37 آخرين بينهم 21 طفل وطفلة من جملة الشهداء وعدد 30 طفل وطفلة من جملة المصابين جراحهم خطيرة فى الرأس والصدر والبطن وبتر الأطراف.
هذا الإستهداف الممنهج ضد المدنيين خاصة شريحتي الأطفال والنساء في جريمة مركبة مكتملة الأركان ترقي لمستوى الإبادة الجماعية و مخالفة صريحة للعهود والمواثيق والقوانين الدولية وحقوق الإنسان مما يستدعي تحقيق العدالة للضحايا والمصابين وأسرهم . والحركة الشعبية شمال جناح الحلو بهذا الأسلوب الجبان من خلال إستهدافها للمدنيين العزل والأطفال الأبرياء تهدف لنزوح وتشريد وإجبار المواطنين على الخروج من منازلهم ومناطقهم الآمنة.
وهذا السؤال وهذه الصرخة بقسوة الألم الذي يخرج من أنين الأطفال المصابين ودموع ذويهم الثخينة والغصة والعبرة التى تخنقنا والحسرة التى تعتصر قلوبنا وتكاد تحبس الأنفاس وصور أجساد أطفالنا الغضة تتناثر أشلاءاً وأجساد البعض بلا رؤوس وأطراف آخرين من أيادي وأرجل لم يتم العثور عليها حتى هذه اللحظة فى ظروف صعبةومأساوية ولحظات يملأها الحزن من هول المنظر وأهل كادقلي يتدافعون صوب مستشفى كادقلي المرجعي والتعليمي ومستشفى السلاح الطبي للتعرف على الشهداء والإطمئنان على الجرحي فى مشهد أعاد صورة أهل كادقلي ( الجبل رقم مية ) إبان كتمة 6/6/2011 للأذهان في نجدة الملهوف وإجلاء المصابين بالتكاتك والسيارات الخاصة والتبرع بالدم .
فدم الأطفال الذى أريق وسال لن يضيع هدراً هكذا كانت رسالة مجلس رعاية الطفولة بالولاية عبر أمينه العام الأستاذة مواهب حسن عمر وبيانهم القوى الذى شجبوا فيه هذه الأحداث المؤسفة وحملوها للحركة الشعبية شمال جناح الحلو بإعتبارها جريمة لا إنسانية ومنافية للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان ودعوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤلياته فى تجريم هؤلاء على هذه الإنتهاكات البشعة فى حق الأطفال وضرورة ملاحقة الجناة ومحاسبتهم وعدم إفلاتهم من العدالة.
فهل تجد هذه الصرخة الممزوجة بالألم إستجابة عند الضمير الإنسانى والعالمي حفاظاً لحقوق الضحايا وأسرهم أم أنه يضيع تحت ركام الحرب التى أشعلتها الحركة الشعبية لأكثر من أربعين عاماً ولم تحصد منها شئ غير مثل هؤلاء الضحايا الأبرياء والمدنيين العزل والأطفال الذين لا ذنب لهم في الصراع والنزاع؟ نأمل من المجلس وبحسب بيانه تصعيد هذه القضية والجريمة لأعلى مستوياتها حتى يعود صداها بنتائج تحقق العدالة وإحترام حقوق الإنسان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى