مذكرة عاجلة إلى وزير الصناعة
بورتسودان متابعات كوشى نيوز
بسكويت(هندي) يهدد مصانع المناقل بالتوقف
_______________
أصحاب مصانع (البسكويت) يطالبون بحماية المنتج الوطني ضد (المستورد ) المخالف للمواصفات ..!
________________
تقرير/هاشم عبد الفتاح
من تحت ظلال الحرب وقساوتها ومهدداتها بفناء الدولة السودانية..تأبى مدينة المناقل إلا وأن تكون (شريانا) حقيقيا وقويا يغذي السودان (باكسجين) الحياة ، تقدم لقمة العيش لأهل السودان في محنتهم مع (كابوس) المليشيا ، تغيث الجائعين وتأوي الفارين من جحيم الحرب وانتهاكاتها ..
ظلت المناقل تلعب هذا الدور بقوة واقتدار ( إنتاجا صناعيا، ونشاطا تجاريا واقتصاديا فاعلا) وفي الوقت الذي توقفت فيه معظم الصناعات بالخرطوم وفي كبريات المدن السودانية إلا أن المناقل ظلت هكذا صامدة متحدية الصعاب والأزمات المتعلقة بالطاقة ومدخلات الإنتاج ..علاوة على جهدها ودعمها ومساندتها للمجهود الحربي في معركة الكرامة في مناصرة الجيش ودعمه بالغذاء وبالمال (وباللوجستيات) .. فامتدت اياديها إلى عموم أهل السودان وإلى دول الجوار الإفريقي .
لكن يبدو أن هذه الحرب سوف ترسم للسودانيين (مسارا جديدا) في مستقبل علاقاتهم مع الآخرين ، بعد أن كشفت لهم هذه الحرب بجلاء حقيقة من هو العدو..ومن هو الصديق..!
* كيف ندعم الانتاج الوطني..؟
ولان الدولة تحكمها سياسات وقوانين وخطط واستراتيجيات لدعم ومساندة (المنتج) الوطني حتى يحقق ذلك نجاح السياسات الكلية لبناء وتنمية واستقرار الدولة ، ولكننا هنا في المناقل ربما لمسنا (خللا) أو قصورا في هذه السياسات تجاه بعض الصناعات وتحديدا (صناعة البسكويت) والتي تواجه الآن خطر الإنهيار والتوقف وتشريد أكثر من (٥) ألف عامل في هذه الصناعة ليس في المناقل فقط وانما على مستوى السودان عموماً وذلك بسبب دخول منتجات مختلفة من البسكويت وبالأخص البسكويت الهندي ، والمصري وبحسب التقارير الرسمية فإن هذه المنتجات تخالف قوانين التجارة والمواصفات وتهدد السياسات الكلية للدولة .
* أصحاب المصانع يجتمعون ..!
ولأن القضية تبدو مهمة (ومصيرية) لاصحاب مصانع البسكويت في المناقل وفي بعض الولايات الأخرى تداعى أصحاب أكثر من (١١) مصنع بسكويت بالمناقل الايام القليلة الفائتة لعقد اجتماع عاجل بالمناقل بعد أن شكلت هذه المجموعة (جسمها الخاص) بإسم (غرفة صناعات البسكويت بالمناقل) ويعتبر هذا الاجتماع كمحاولة لوضع كافة التحوطات وتدارك المخاطر والمهددات التي تواجه صناعة البسكويت والتصدي لما اسموه بالمنافسة غير المشروعة بسبب المنتج الأجنبي ، وخلص الاجتماع إلى رفع مذكرة عاجلة عبر المستشار القانوني (عمر العبيد) إلى وزارة الصناعة والتجارة احتجاجا ضد المهددات الصناعية والتجارية التي تتعرض لها صناعة البسكويت الوطنية على المستوى العام وصناعة البسكويت بمحلية المناقل على الوجه الخاص وحذرت المذكرة إلى أن هذه المهددات قد تؤدي إلى توقف هذه الصناعة وزوالها من (خارطة) الصناعات الغذائية وان هذه المخاطر والمهددات ربما اتخذت عدة صور وأشكال أبرزها المنافسة الاجنبية غير المشروعة من خلال المخالفة للقوانين وسياسات الدولة الخاصة بالاستثمارات الوطنية
وذكرت المذكرة أن الخطر الحقيقي يتمثل في أن
* الخطر الحقيقي..!
بعض(ضعاف النفوس) يعملون الآن وبشكل مكثف في مجال إستيراد (معاد تصديره) من بعض دول الخليج باعتباره مخالفا للمواصفات القياسية بتلك الدول وبيعه بأسعار (زهيدة) داخل السودان ولا تتناسب جودته ولا حتى أسعاره مع طبيعة وتكاليف إنتاجه بالسودان ، حيث تمتلئ (اسواقنا ) المحلية الآن بكميات ضخمة من (البسكويت الهندي) بعد أن أجريت عليه عملية (اعادة تصدير) إلى السودان من احدى دول الخليج وبمدة صلاحية (مداها) سنتين من تاريخ الانتاج ، وربما يعتبر هذا هو الخطر الحقيقي في إعطاء هذا البسكويت المستورد فترة صلاحية لسنتين ، لأن المادة الحافظة لهذا البسكويت ربما تتحول إلى مادة (مسرطنة) وهذا يخالف قانون المواصفات السودانية والتي لا تتجاز فترة الصلاحية فيها لمنتج البسكويت فترة الستة أشهر كحد أقصى من تاريخ الانتاج وهذه تعتبر مخالفة واضحة وصريحة للبند السادس للمواصفة القياسية السودانية بالرقم (٣٢٧٥) للعام ٢٠١٧ .
*أزمة الطاقة الكهربائية..!
كما أن المذكرة أشارت إلى أن إستيراد بسكويت من مصر وبعض الدول الأخرى يباع بسعر أقل من المنتج الوطني وذلك بسبب توفر (الطاقة الكهربائية) وانتظامها وانخفاض تكلفتها في تلك الدول مقارنة بالطاقة الكهربائية هنا في السودان حيث يتم الحصول عليها بالنفقة الخاصة الأمر الذي يلقي باعباء مالية اضافية تزيد من سعر التكلفة علاوة على ذلك فإن الاعفاءات والتسهيلات الجمركية التي تتمتع بها المنتجات الغذائية المستوردة كبيرة الأمر الذي يمنحها ميزة تفضيلية خصما على المنتج الوطني
* شبح الاغلاق والتوقف ..!
واكد أصحاب مصانع البسكويت بالمناقل في شكواهم أن هذه المخاطر والمهددات التي تواجهها صناعتهم أدت إلى إغلاق أحد مصانع البسكويت الشهيرة في المناقل وهو مصنع (المشرف) الحاصل على شهادة الايزو العالمية وربما تلحق بهذا المصنع مصانع اخرى قريباً .
وطالبت مذكرة أصحاب المصانع وزارة الصناعة والتجارة بمنع إستيراد البسكويت المعاد تصديره إلى السودان من بعض الدول الخليجية لمخالفته للمواصفات القياسية في تلك الدول كما ذكرنا آنفاً ، كما طالبت المذكرة بضرورة إيجاد الحلول الفنية اللازمةوانفاذ سياسات الدولة الخاصة بحماية الصناعات الوطنية ضد المنافسة غير المشروعة وبالاخص صناعة البسكويت .