كفاية حرب”..صوتنا من قلب الوجع
سنية اشقر… تكتب
من يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وبلدنا الحبيبة دخلت في نفق مظلم، حرب بين الجيش والدعم السريع خلت البلد كلها تعيش في كابوس. سنتين عدن، والسودانيين والسودانيات شايلين الهم فوق هم، وعايشين في ظروف لا إنسانية، والموت بقى حاجة يومية بالأرقام الناس في الخرطوم، دارفور، كردفان، الجزيرة، والنيل الأبيض وغيرهم كتار، هجّوا من بيوتهم، بعضهم مشى مدن تانية، وبعضهم هرب برا البلد. في ناس ماشين على حدود مصر، وفي ناس دخلوا تشاد، وجنوب السودان، وناس كتار مشوا إثيوبيا وناس تملاهم الحيرة في معسكرات النزوح.
حتي المناطق التي لم يصلها النزاع تأثرت بالحرب ،غلاء الأسعار انعدام مستلزمات الحياة.
الناس فقدت ممتلكاتها ومدخراتها واصابهم الهلع فقدوا الأمن والأمان والأولاد والبنات فقدوا كل شئ يدل علي مظاهر الحياة .
النساء السودانيات شالن الهم الكبير والحرب جاءت عليهن كثير. النساء العاملات البعولن أُسر، بقن في مواجهة الحياة براهن، بدون دعم، بدون راتب، وبدون أمان. بعضهن فقدن وظائفهن، وبعضهن بيشتغلن شغل شاق عشان يوفّرن اللقمة لأولادهن وسط نار الحرب. وبعضهن تعرضن للاستغلال الاقتصادي والجنسي والمزارعات، تعبهن ضاع، مواسم زراعية فشلت، الأراضي اتحرقت، والمنتج اتنهب. ورغم دا كله، لسه صابرات وواقفن بشموخ.
كبار السن اتضرروا شديد، لا قادرين يتحركوا، لا يلقوا علاج، لا عندهم دخل. بعضهم ماتوا في بيوتهم جوع أو مرض وهم، وبعضهم تشتتوا بين أسر متفرقة، لا يعرفوا أولادهم ماشين وين.
ومع دا كله، السودانيين ما سكتوا. قالوها بوضوح: ” *كفاية حرب* “. الشعب داير سلام، داير وطن آمن، داير حياة كريمة بدون رصاص ودانات ومسيرات ولا طيارات تضرب. يوجد رفض واسع للدمار والموت المجاني. في احتجاجات، بيانات، مبادرات، وصرخات من كل المتضررين من الحرب، في الداخل والشتات، بتقول: كفاية حرب!!!
الشعب السوداني شعب عزيز، ما بيستاهل الذل دا. تعب من الموت، من التشريد، من الجوع. هو داير يعيش، يزرع، يربي، يبني، ويحلم، يتعلم وينعم بالدواء والصحة
السودان تعب… وشعبه تعب. سنتين حرب وداخلين علي الثالثة، كفاية خلاص الوطن في وقف الحرب. نحنا نستحق وطن نحلم فيه ونعيش فيه بكرامة.
رغم الحاصل لينا دا كلو الشعب السوداني رافض ينهزم، رافض يموت ساي،رافض يكون مجرد رقم في نشرة الاخبار، عشان كل هذا الرفض تعالوا نتكاتف، نتكلم عن حلمنا وحقنا في الحياة،نكتب،نعمل،نساعد بعض، ونرفع صوتنا عاليا. دا الوقت المفروض نقيف ونسند بعض ونقول بصوت عالي كفاية حرب .
سنية اشقر
١٥/ابريل/٢٠٢٥م