أعمدة الرأي

قراءة في خطاب البرهان ببورتسودان عسكرة الدولة وإنهاء المسار المدني

سنية اشقر
سنية اشقر… تكتب
في أعقاب زيارة رسمية إلى مصر، ألقى الفريق أول عبد الفتاح البرهان خطابًا أمام مؤتمر القوى المهنية بمدينة بورتسودان، في ظل استمرار الحرب في السودان، وغياب أفق سياسي واضح. حمل الخطاب إشارات صريحة تعكس رؤية عسكرية لإدارة الدولة ما بعد الحرب.
أبرز محاور الخطاب
التأكيد على أن “المجد للبندقية وليس للساتك”، في إشارة مباشرة إلى قمع الحراك المدني السلمي.
الحديث عن “تنقية الخدمة المدنية من التسييس”، وتقديم وصف أقرب إلى عسكرة الجهاز التنفيذي.
تجاهل تام لدعوات وقف الحرب أو إشراك القوى المدنية في العملية السياسية. ربط ولاء المواطنين بالأداء العسكري، وتهميش فئة المهنيين خارج البلاد.
تصوير الحرب على أنها “حرب الشعب”، بما يعني توسيع قاعدة التجييش العسكري. الخطاب يُظهر تحوّلاً من اللعب على التوازن بين العسكري والمدني، إلى القطيعة الكاملة مع المدنيين والثورة. إنه إعلان بأن الحكم بالبندقية هو الخيار الوحيد، ورفض ضمني لأي مشروع وطني جامع لا يقوم على القوة المسلحة. وهو خطاب خطير سياسياً لأنه يؤسس لعسكرة شاملة للمجال السياسي.
الرسائل الضمنية في الخطاب
رفض التسوية السياسية الشاملة، غياب أي إشارة إلى الحوار مع المدنيين يعكس نية واضحة للاستمرار في الحل العسكري. إقصاء القوى الثورية الهجوم على الاحتجاجات والعصيان يوجه رسالة عدائية لقوى الثورة المدنية. شرعنة عسكرة الدولة، وتقديم الجيش كفاعل إصلاحي ومهني هو تمهيد لتحصين موقعه في مستقبل الدولة.
تهميش الفئات المهنية خارج السودان التى لجأت ونزحت من أهوال وانتهاكات الحرب بحثآ عن مناطق امنه وعمل يوفي التزامات اسرها. عدم الاعتراف بمعاناة آلاف العاملين بالخارج يعني نيتهم استبعادهم من العمل لاحقًا.
خطاب البرهان يمثل تحوّلًا صريحًا نحو الدمج الكامل بين السلطة العسكرية والدولة الإدارية، بعيدًا عن أي تصورات للانتقال المدني الديمقراطي. إنه يؤكد أن القيادة الحالية تستبعد الحل السياسي وتتبنى استراتيجية الحسم العسكري الشامل، مع عسكرة الحياة المدنية وتقويض مبدأ المشاركة، واستمرار الحرب .
اخيرآ
ما يجب عملة ضرورة توحيد الصوت المدني في مواجهة عسكرة الدولة.
الضغط من أجل وقف الحرب وإعادة العملية السياسية بشروط مدنية.
الدفاع عن حيادية واستقلال الخدمة المدنية كرافعة للانتقال.
المطالبة العاجلة بحقوق العاملين وحمايتهم من التهميش المهني وعنف الدولة.
#الثورة_مستمرة
#المجد_للشعب_السوداني
سنية اشقر
أبريل/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى