أعمدة الرأي

شئ للوطن

صلاح غريبة
م.صلاح غريبة … يكتب
محاولات يائسة لسرقة الفرحة: لماذا يستهدفون نتائج الشهادة السودانية؟

في خضم أتون حرب ضروس ونزوح ولجوء قاسٍ، وبينما يحاول الشعب السوداني وأولياء أمور الطلاب استنشاق نسمة فرح مؤقتة مع إعلان نتائج امتحانات الشهادة الثانوية المؤجلة لعام 2023، تطل برأسها محاولات خبيثة لتعكير صفو هذه اللحظات القليلة من السعادة. فبدلاً من التكاتف والتضامن في هذه الظروف العصيبة، يصر البعض على بث سموم الشك والتشكيك في نزاهة النتائج، مستغلين بذلك هشاشة الوضع النفسي والاجتماعي.
المقطع الصوتي المتداول، والذي يُزعم فيه وجود أخطاء جسيمة في النتائج، يمثل قمة هذا الاستغلال البشع. فبينما تظهر فتاة تبكي بحرقة مدعية الظلم، ويقسم شخص مجهول الهوية يُقدم نفسه كأستاذ كيمياء على صحة ادعاءاتها، تتضح بجلاء خيوط الفبركة والخداع. تغيير أسماء المتحدثين، والحلف زوراً وبهتاناً، كلها مؤشرات واضحة على محاولة ممنهجة لتضليل الرأي العام.
من المؤسف حقاً أن ينساق بعض الصحفيين وراء هذه الادعاءات الكاذبة دون أدنى قدر من التثبت والتحري. فالاستعجال في النشر، وتداول مقاطع صوتية مشبوهة دون تدقيق، يساهم بشكل كبير في إشاعة البلبلة والقلق بين الطلاب وأسرهم، ويقوض الثقة في المؤسسات التعليمية.
في المقابل، جاء نفي وكيل وزارة التربية والتعليم قاطعاً وحاسماً، مؤكداً على سلامة الإجراءات المتبعة في تصحيح ومراجعة النتائج، وإجازتها من قبل مجلس الامتحانات السودان. وتأكيده على السمعة العالمية التي تتمتع بها الشهادة الثانوية السودانية يضع حداً لهذه الادعاءات المغرضة.
إن دوافع هؤلاء الذين يتعمدون إفساد فرحة الشعب السوداني وأولياء الأمور في هذا التوقيت العصيب تثير الكثير من التساؤلات. فهل هي محاولة يائسة لزعزعة الاستقرار؟ أم أنها مجرد رغبة في إثارة الفوضى والبلبلة؟ بغض النظر عن الدوافع، فإن هذا السلوك غير المسؤول يستحق الإدانة والاستنكار.
إن فرحة النجاح هي حق أصيل للطلاب وأسرهم، خاصة بعد عام مليء بالتحديات والصعاب. ومحاولة سلب هذه الفرحة، واللعب بمشاعرهم وأحلامهم، يعتبر فعلاً شائناً لا يخدم سوى أجندات خبيثة تسعى إلى تقويض معنويات الشعب السوداني.
في الختام، يجب على الجميع التحلي باليقظة والحذر وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار الكاذبة. علينا أن نثق في مؤسساتنا التعليمية التي بذلت جهوداً مضنية لإنجاح هذه الامتحانات في ظل ظروف استثنائية. و نحتفل بنجاح أبنائنا وبناتنا، ولنقف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول سرقة فرحتهم. فرحة النجاح هي بصيص الأمل الذي نحتاجه جميعاً في هذه الأوقات الصعبة.
Ghariba2013@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى