شئ للوطن
م.صلاح غريبة … يكتب
اليوم الدولي للمندوبين: تقدير لدور الدبلوماسية في وجه التحديات العالمية
في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، نحتفي باليوم الدولي للمندوبين، وهو مناسبة بالغة الأهمية لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه هؤلاء الدبلوماسيون في تعزيز السلام والأمن والتعاون الدوليين. إنهم يمثلون دولهم بأمانة وشجاعة في ساحة تتسم بالتعددية والتحديات المعقدة، ساعين جاهدين لتحقيق توافق الآراء وإيجاد حلول مستدامة للقضايا التي تواجه عالمنا.
إن عمل المندوبين يتجاوز مجرد إلقاء الكلمات في القاعات الأممية؛ فهم بناة جسور بين الثقافات والسياسات المختلفة. يتحملون مسؤولية نقل أصوات شعوبهم وتطلعاتهم إلى المنظمة الدولية، والدفاع عن مصالح بلدانهم ضمن إطار القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة. يتطلب هذا العمل الدقة والحكمة والقدرة على التفاوض وإيجاد أرضية مشتركة حتى في أصعب الظروف.
وفي هذا السياق، يبرز الدور الحيوي الذي يلعبه مندوبو الدول التي تمر بأزمات وصراعات. إنهم يقفون في الخطوط الأمامية للدبلوماسية، ساعين لإيصال الحقائق وتعبئة الدعم الإنساني والسياسي لبلدانهم وشعوبهم. وفي هذا اليوم تحديدًا، لا يسعنا إلا أن نخص بالتقدير والاعتزاز مندوب السودان الحالي لدى الأمم المتحدة، الذي يقوم بدور رائد في طرح القضية السودانية الملحة على أجندة المجتمع الدولي.
في ظل الحرب الدائرة حاليًا في السودان وما تفرضه من أزمات إنسانية ولوجستية معقدة، يضطلع مندوب السودان بمسؤولية جسيمة في شرح تفاصيل الوضع المأساوي، والدعوة إلى وقف فوري للقتال، وتأمين المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين. إن جهوده الدؤوبة في مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات الدولية الأخرى تهدف إلى لفت انتباه العالم إلى معاناة الشعب السوداني وحشد الدعم لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
إن قدرة المندوب السوداني على التعبير بوضوح عن التحديات التي تواجه بلاده، وتقديم رؤية لحل الأزمة، والمطالبة بالمساءلة عن الانتهاكات، لهي شهادة على كفاءته وإخلاصه لقضايا وطنه. إنه يمثل صوت السودان في هذه الظروف العصيبة، ويسعى بكل قوة لضمان ألا ينسى العالم محنة شعبه.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نعرب عن تقديرنا العميق لجميع مندوبي السودان السابقين لدى الأمم المتحدة، الذين بذلوا جهودًا مقدرة في تمثيل بلادهم والدفاع عن مصالحها في مختلف المراحل التاريخية. لقد ساهمت دبلوماسيتها في تعزيز مكانة السودان على الساحة الدولية وفي بناء علاقاته مع دول العالم ومنظماته.
إن اليوم الدولي للمندوبين لدى الأمم المتحدة هو تذكير بأهمية الدبلوماسية كأداة أساسية لحل النزاعات وتعزيز التعاون بين الدول. إنه أيضًا فرصة لتكريم الأفراد الذين يعملون بلا كلل لخدمة مجتمعاتهم والإسهام في بناء عالم أكثر سلامًا وازدهارًا. فتحية إجلال وتقدير لجميع المندوبين، وفي القلب منهم مندوب السودان الحالي والسابقون، على جهودهم النبيلة في سبيل الإنسانية والسلام.
Ghariba2013@gmail.com