أخبار محلية

رسالة الي شعب النوبة إعلان نيروبي ما اشبه الليلة بالبارحة(5)

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الي شعب النوبة
إعلان نيروبي ما اشبه الليلة بالبارحة(5
الحرب الجارى الآن في السودان منذ ابريل 2023 بنسبة لنا كشعب هو حرب وجودية، فمنذ انضمام يوسف كوة مكي للنضال المسلح مرورا بأحداث قردود ام ردمي عام 1984كان معظم السودانيين عرفوا الحرب بأنه حرب بين النوبة والدولة السودانية و لم يتدخل كبار و زعماء باقى القبائل السودانية للوقف الحرب الأهلية و الدمار و عقد المصالحة بين القوي المحاربة أو منعه و ظلوا يضحكون علينا و يضربون طبول الحرب، خسر النوبة ومعظم عشايرهم الكثير من الأرواح ولكن بعض من أبناء النوبة هم الذىن حرفوا مجرى الحرب الأهلية و أدخل فيها الكثير من المفاهيم الغير موجودة فى أرض الواقع أصلًا في قضايا النوبة و تجاهلوا بأنهم هم من بدوأ الصراع فى دولة حديثة و هشة وطنيًا و قوميًا.
الظلم الذي وقع علي النوبة قديم جدًا يحتاج إلى حلول جذرية و إستراتيجية وجادة و نهائية من أجل الإستقرار الشامل و التنمية المستدامة، لا بد أن نضع حد لهذا و بإستراتيجيات البعيدة المدى و العكس إلا بالتحاور و التنازل و التمثيل السياسي و العسكري العادل، رأيتُ كيف صمت معظم المثقفين و المتعلمين السودانين و أصبحوا يتمنون الموت و الفناء للأطراف ، و مفهوم الديمقراطية التى يتصورونها فى مخيلتهم لا يمكن أن نشهدها فى دولتنا و لا توجد ديمقراطية حقيقية فى العالم أصلًا بين البشر، و أكبر دليل علي ذلك تلك التنافس و تتصارع فى السلطة ، من أجل التمسك بالسلطة و إحتكار الدولة لابد من إعادة تعريف الصراعات و أسبابها و سبل مكافحتها فى المستقبل القريب و البعيد.
الصراع الحالي هو الصراع الهيمنة و السلطة و الموارد بين المجموعات المتمثلة فى الممسكين و الممثلة فى الحكومة و لا أحد يمكنه إيقاف هذا الحرب إلا أبنائهم، لا يمكن أن نعيش فى حروبات مستمرة لمدة أربعون عاما منذ أيام النضال وحتي بعد انفصال الجنوب و إعلان دولته.
فى أشياء مفهومة و معروفة لدينا، هذه المرة يجب تشخيص الصراع بشكل جيد ووضع حلول جذرية لها حتى نخرج من مسلسل التمرد الغير المنتهية و علينا أن نتعامل مع الوضع كما هو بلا أي زيادات أو تجميل أو تحريف.
المجموعات الاخري:
مستفيدين من سلطاتهم و منظمين سياسيًا و إجتماعيًا و إقتصاديًا و أبنائهم قطعوا مشوار طويل فى إستراتيجية التعليم و التمكين و التخطيط العالى و التأهيل، و هم جاهزين بشكل جيد لكل السيناريوهات و مستعدين للتعامل مع الأزمات و الحروبات سوى كانت بالحكمة أو السياسة أو الدبلوماسية أو الأموال أو الموارد، و يعرفون كيف يديرون صراعاتهم الداخلية بشكل مرن و الإستفادة من موارد الدولة و توزيع السلطات و فرص العمل و فتح أبواب المنافسة بينهم بصورة لا يتعارض مع مصالحهم العليا و خسارة سلطاتهم و مراكزهم القيادية و هى حقوق مشروعة لا نحسدهم عليها.
النوبة وعشايرهم:_
نحن غير منظمين سياسيًا و إجتماعيًا و إقتصاديًا نجتمع عند الأزمات و الحروب و لا نناقش مستقبلنا و لا نضع الخطط و الإستراتيجيات المستقبلية البعيدة فى أوقات السلم و الرفاهية، نحن عاطفين أكثر من اللازم و أكثر شعب تم إستنزافها فى السودان منذ التاريخ القديم و الحديث و معظم أهلنا مشردين و مهمشين و فقراء ينتشر الجهل و التخلف و التفكك بينهم، نستخدم القوة دائمًا بلا عقل أو التفكير الراقي و مناطقنا و أراضينا غنية بالموارد و لا نعرف كيف نستفيد منها لا نهتم بالتعليم و إكتشاف الكوادر و الخبرات و تنظيم الصفوف و الأجيال و شرح الأهداف و البرامج، و وضع الخطط و صناعة المشاريع و تطوير القدرات نلتف بسهولة حول أي الشخصيات الهشة، و الضعيفة، و الفاشلة، بلا دراسة أفكارهم و برنامجهم، حتى نعرف ماهى مصلحة مجتمعنا فيهم و نرحب بأي شخص غريب يبدو عليه علامات الكرم و الصفات البشرية الحميدة الزائفة بشكل عفوي و عاطفي حتى لو كان عدوًا مدمرًا يبتسم فى وجهنا دون أعماق قلبه يريد أن يقتلنا و يسرق مواردنا و يغتصب سلطاتنا نفتح له كل الأبواب غافلين حتى يصبح زعيمًا علينا و يمرر فينا بمرونة اجندته فى النهاية داخل أراضينا (هذا خطأ إستراتيجي و مصيري و تاريخي و إجتماعي و سياسي كبير مضر و مدمر لوجودنا و أجيالنا و أراضينا).

على مجتمع النوبة إعادة النظر فى زعمائهم و كبارهم ، و ماهى برنامجهم تجاه مجتمع النوبة، و هل يخدمون برنامجنا و أهدافنا المستقبلية البعيدة، و هل نسيطر عليهم كمجتمع أم يسيطرون علينا كأفراد حسب مصالحهم و أهدافهم الشخصية، هل نحن موجودين فى السلطة بشكل يمثل كل عشائرنا بطريقة مقنعة و مرضية، و هل أبنائنا يذهبون إلى المدراس و الجامعات و المعاهد العليا، و هل يوجد تنمية متوازنة فى مناطقنا بالموارد التى تميز أراضينا عن غيرنا.
نحن كمجمتع النوبة بعشايره المختلفة نحتاج إلى برنامج و أهداف واضحة و علينا نسقط الزعامة الحالية لأنها لم تقدم لنا شيء غير الحروب و التشريد و الفقر و الجوع و التخلف و الجهل، و القبائل الأخرى من السودانيين يضحكون علينا بسبب سياسات و طريقة الإدارة و الزعامة و القيادة الفضفاضة التى أغرقت أمتنا و أرهقته و دمرته و شردته فى حروبات و صراعات و أزمات غير منتهية التى يمكن أن يدمر صورتنا و سمعتنا و مركزنا الإجتماعي و السياسي بالسودان على المدى البعيد و فتح الأبواب أمام المنافسين الجدد ضدنا عندما يتم إرهاقنا و تدمير قواتنا و حماة أراضينا و إضعافنا فى المستقبل.
علينا دراسة مجتمعنا بعمق و جوانبه المظلمة و التفكير و التخطيط للإعادة بنائه بشكل صحيح و جيد بلا المجاملات و الخداع و الكذب و عدم الواقعية التى نعيشها اليوم.

الصراع المستمر و الغير المنتهية بين النوبة و الدولة و إستنزفت الموارد، و دمرت الشعب و عطلت كل مشاريع التنمية و الإستقرار و نشرت الفوضى و الفساد و الجوع و الفقر و الفساد و عدم إستغلال الموارد و الطاقات و الخبرات و توزيع الموارد و السلطات و الإستفادة منها بشكل جيد، لا يمكن أن نقود الدولة و باقى القبائل دون أن نعيد دراسة أنفسنا و أسباب فشلنا و كيفية حل مشاكلنا و تجنب الصراعات المدمرة و الحروبات المميتة بلا مبررات منطقية يخدم مصالحنا و أهدافنا و ترهق الدولة و تهدر الطاقات و الموارد دائم
حرية ..سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب
عباس إدريس جعفر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى