رأس الخيط

كوشى نيوز
*عبدالله اسماعيل*
*حين يُزرع السمّ تحت ظلال الشجرة: قراءة في مقال نواي ومآلاته !!*
في مقاله الموسوم بـ”*صبر البرهان” والمنشور في عدد من مجموعات الواتساب بتاريخ 26 يونيو 2025 كتب *عوض الله نواي* عن شخصيات عسكرية تركت بصماتها في المشهد السوداني، متناولًا حدة النميري وصبر البشير، ثم موجّهًا سهامه — دون مواربة — نحو كباشي والعطا — *محذرًا البرهان من الصبر عليهما بل ومحرضًا على إقصائهما.*
قد تبدو القراءة للوهلة الأولى تحليلًا عسكريًا عاديا.. لكن الحقيقة أن المقال ليس بريئًا بل يحمل بين سطوره “سمًّا في دسم”، غايته *تفكيك الجبهة العسكرية من الداخل عبر شق صفوف القيادة العليا وتشويه وتخوين رجالها.*
ما يدعو للتوقّف هنا ليس فقط مضمون المقال.. *بل كاتبه: عوض الله نواي، صاحب منصة One Press، التي وُلدت في رحم الفوضى الإعلامية إبان الاعتصام واشتُهرت بتلميع مليشيا آل دقلو وقائدها حميدتي.* إن العودة لأرشيفه في “يوتيوب” كفيلة بكشف حجم الجهد الذي بذله لتزيين صورة أولئك المتورطين في دماء الأبرياء.
دَسّ نواي سمّ الإقصاء حين أوحى أن صبر البرهان على رفاقه (كباشي والعطا) سيقوده إلى مصير سابقيه.. *ناسفًا بذلك استقرار المؤسسة العسكرية.* إن *هذا النوع من الخطاب الاستخباري لا يخدم سوى مشروع إضعاف الدولة عبر زعزعة الثقة داخل القيادة وتقويض الجبهة الداخلية* وهو أمر لطالما سعت إليه المليشيا وأذرعها الإعلامية.
ما نسيه الكاتب أو تجاهله عمدا أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية بدأت منذ 11 أبريل 2019.. والواقع اليوم يتطلب من الجميع الحفاظ على الحد الأدنى من التماسك المؤسسي لا إحداث شروخ في جدار الجيش وهو الركيزة الأقوى التي تستند عليها وحدة البلاد. *إن محاولة النَّيْل من قادة الصف الأول في هذه اللحظة المفصلية ليس مجرد رأي فحسب بل يعد فعلا تحريضي صريح على وحدة القيادة.*
*ثم، لنسأل:* أين كان صوت نواي حين اشتعلت الحرب؟ *ظل صامتًا،* ساكنًا، بارداً إلى أن حرّر الجيش مدني والخرطوم والدبيبات.. فعاد للكتابة – لا بكتابته المعتادة ركاكة بل بلغة مصاغة الكترونياً لذا هي كتابة *ميتة* تفتقر إلى الحس الإنساني البديع.
عاد لكنه ما لبث أن كشف وجهه سريعًا: لبس ثوب “الصف الوطني” ليبذر داخله بذور الفتنة. وكأنهم قد امروه: *كن ضمن الصف سوسة ثم ابدأ في نخر الأعمدة حتى ينهار السقف على الجميع.*
*الفريق شمس الدين الكباشي* ليس موظف علاقات عامة بل قائد عسكري يخوض حربًا شرسة ضد مليشيا متمردة ارتكبت فظائع لا يمكن التغاضي عنها. وفي مثل هذه اللحظات لا تُقاس القيادة بلباقة الكلمات بل بوضوح الموقف وحسم القرار وهما سمتان لا يجهلهما من يعرف الرجل.
*كباشي والعطا* ليسا طارئين على مشهد القيادة وهما من قلائل المجلس السيادي الذين امتلكوا الجرأة للخروج إلى الناس بالحقيقة علنا ولعبوا أدوارًا محورية في منع انهيار الدولة حين كادت أن تتفكك تحت ضغط الحرب والمؤامرات.
*يرى نواي* أن يقتصر التمثيل العسكري في المجلس السيادي *على الرئيس البرهان والفريق إبراهيم جابر* فقط دون غيرهما إذ إن جابر هو العسكري الوحيد الذي لم يحذر منه ولم يُحرّض عليه.
هنا، لا نوجّه الكلمة إلى القيادة بل إلى كل الحريصين على الوحدة الوطنية من كتاب وصحفيين وسياسيين:
*انتبهوا! فبعض أشجار السمّ قد تنبت حذاء شرفة الغرفة وإن بدا ظلها ناعمًا.*
28 يونيو 2025