*بين السطور*

*بين السطور
*هيثم الريح يكتب*/
*المك دكين والناظر تِرك*
*من على جبل أنكويب*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العالم كله يسعي للوحدة والتكتُل والأحلاف التي تجمع بينها المصالح المشتركة وإلتقاء الأهداف الإستراتيجية لذلك نجد أن الدول العظمى وهي تحافظ على وجودها ومراكزها في حرب الموارد والمصالح قد إتحدت في معسكرات توزعت يميناً ويساراً
السودان بلد قائم على التعدد وذلك للتباين والتنوع الثقافي والعرقي الكبير الذي يشكل لوحة مجتمعية هائلة تميّزه عن باقى شعوب الأرض ولعل هذه الميزة هي مفتاح النجاح الذي لم تفلح كل النخب التي حكمت السودان من الولوج عبره إلى براحات الرفاه والاستقرار
الإدارة الأهلية بأعرافها وآدابها رغم تأرجحها في فترات الحكم المختلفة وزجها بالاستمالة من الحكومات المتعاقبة ومحاولات تجييرها لصالح المكونات السياسية الا أنها ظلت تقفز في كل مره خارج الصندوق السياسي الضيق بركوزية بنائها الذي أسسه الأجداد على محجةٍ بيضاء وأعرافٍ تستند على القيم والفضائل
هذه الخواطر جالت في خاطري ونحن نقطع الطريق مابين بورتسودان وسنكات في معية المك متوكل حسن دكين زعيم ومك البوادرة في يوم سبت (أخدر) والعربة التي تقلنا في موكب المك تتهادى بنا بين جبال الشرق الراسخة ونحن في طريقنا الي سنكات لملاقاة ناظر الهدندوة الناظر سيد محمد الامين تِرك في مبادرة لتوثيق عُرى الوحدة بين زعامات الشرق لمقابلة تحديات المنطقة والبلاد في هذا الظرف الحرج الذي تمر به والذي يستوجب توحيد الجهود ونبذ الخلاف
هذه المبادرة التي خاطها و(هندّسها) القيادي بشرق السودان مجذوب أبوعلي مجذوب الرجل الذي يتمتع بالقبول الوافر بين كل المكونات المتشعبة في شرقنا الحبيب
لقاء المك والناظر كان لقاءاً مهيباً إستمد هيبته من هيبة الرجلين ومهابتهما
ومنذ تلامس الأكف في السلام الأول بين المك والناظر داخل الكهف في جبل أنكويب شرق سنكات وجنوب أركويت والذي احسن فيه الناظر ترك إستقبالنا أيقنتُ أن الخلاف قد سقط بلارجعة ، وهذا ما أكدّه الرجلان بعد جلستهما المغلقة أن عهداً جديداً من الوحدة والتماسك قد بدأ وأن التواثق بينهما قد إنبنى على وحدة الصف في شرق السودان وجعل الوطن أولاً ومُقدما على ماسواه من قضايا
*سطر أخير*
حادثة سقوطي وتدحرجي من على جبل أنكويب عند مغادرتنا كهف اللقاء ستذكرني دائما بإتفاق المك دكين والناظر ترك بأن السودان لن يسقط أبداً