أعمدة الرأي

بين السطور

**
*هيثم الريح يكتب/*
*الأصل ماببقى صورة*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علاقتي بالشرطة السودانية تجاوزت ربع قرن من عمر الزمان وأنا أعمل في مؤسساتها المختلفة

وفي هذا المسير الطويل الذي تعرفتُ فيه على جوهر هذه المؤسسة العظيمة وعلى أجيالها المتعاقبة من لدن سعادة الفريق أول عبدالمنعم سيد سليمان الذي كان مُديراً عاماً حينها وحتى سعادة الفريق أول خالد حسان محي الدين الماحي مديرها الحالي
هذه السنوات العراض شكلت عندي انتماءاً وجدانياً عظيماً لهذه المؤسسة التي تعلمتُ منها وفيها الكثير
وقد شهدتُ أجيالاً من الشرفاء الذين تعاقبوا عليها وهي بذات الأصالة لم تزدها السنوات إلاّ عراقةً وتجذُراً في الوطنية.

وأجزمُ أنني بحكم معرفتي اللصيقة بهذه المؤسسة طيلة هذه السنوات أصبحتُ مُلماً بأعرافها وآدابها ومنهجها الإجتماعي تجاه المنتسبين إليها في الخدمة والمعاش (قادة وضباط وضباط صف وأفراد)
وتجاه علاقتها بالجمهور والشعب الذي أتت من رحمه

هذه الأعراف والآداب الشرطية المأخوذة من صميم تكوين أهل السودان ظلت متوارثة جيلاً بعد جيل وهي التي عمّقت الإنتماء والولاء لها.

الصورة التي أشعلت الأسافير وسارت بها الرُكبان وأصبحت حديث الناس للمدير العام الأسبق الفريق أول عنان في دعوة غداء دعاه لها المدير العام الفريق أول خالد حسان لم تخرج عن الأعراف والآداب الشرطية المتعارف عليها ولِعلم القارئ الكريم فإن دعوات مماثلة تمت لقادة آخرين بذات الكيفية
(بس بدون صور مُسّربة)

كل مافي الأمر أن الشرطة ولإنشغالها بملفات حيوية مُلحًة في هذا التوقيت تمت دعوة الضيف في منزل المدير العام كعُرف سوداني أصيل تشهده مجتمعاتنا السودانية في كل يوم

إلاّ أن (الصورة) التي تسّربت الي وسائل التواصل الإجتماعي أفرغت الدعوة من معناها وأّريد بها غرضُ آخر، وهذا يُعد من باب خيانة المجالس فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال (إنما المجالس أمانةُ)

هذا النشر الذي سارت به الأسافير أصاب الشرطة برذاذ الإتهام وهي منه براء
قولاً وفعلاً

الشرطة عادت بعد الحرب في بعثٍ جديد بقيادة مديرها العام الفريق أول خالد حسان محي الدين بعد أن تقاذفتها رياح التشظي والخراب الذي أصاب كل مؤسسات الدولة فعادت أكثر قوةً وتماسكاً وهي تجابه التحديات الوجودية لبلادنا في حرب العزة والكرامة

*سطر أخير*
الشرطةُ أصلُ راسخُ للشعب والوطن (والأصل ماببقى صورة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى