امر واقع
اماني ابو فطين … تكتب
موسم الهجرة إلى روسيا (2-2)
العلاقات بين الشعوب تقوم على الاحترام المتبادل، والعلاقات الدبلوماسية هي التي تراعي المصالح المشتركة التي تصب في مصلحة الشعبين، في كل المجالات على حدٕ سواء .
إن العلاقة مع الدب الروسي يجب أن تقوم على الندية فهي تحتاج إلينا أكثر من حوجتنا إليها، وفي اعتقادي ان قرار إقامة قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر قرار متسرع جداً لم يأخذ حقه من النقاش و الرؤى الواضحة.
والحقائق التي يجب ان لا نغفلها في تسرعنا للارتماء في حضن الروس أنهم يكسبون أضعاف ما نكسب في قيام هذه القاعدة و المنافع التي تحصل عليها أكثر بكثير ،وهي لم تكن في احسن توقعاتها قبول السودان بقيام قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر و في أهم وأخطر طرق الملاحة البحرية في العالم بعد أن ضمنت موقع قدمها في هذا الجزء الحيوي من العالم .
لست أدري من يفكر للحكومة السودانية خاصة في أمر مهم للغاية كهذا ، ولا ما هي الفوائد التي سيجنيها من قيام قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيه،ولا أعتقد أنها تراعي مصالح الشعب السوداني
ثم إنها تدفع البلاد إلى قلب الصراعات الدولية مما يهدد الأمن القومي في ظل هذه الظروف الصعبة، وهذا يجر البلاد لصراعات هي في غنى عنها، إن صراع المصالح الدولية بين أمريكا و روسيا والبحث عن موطئ قدم في القارة الأفريقية و مدخل البحر الأحمر و التنافس على النفوذ للحصول على ثروات و موارد أفريقيا والقرن الأفريقي على وجه الخصوص بين القوتين الكبيرتين صراع مكشوف و معلوم، كان على الحكومة السودانية تجنبه وعدم الانزلاق فيه،ان قيام أي قواعد عسكرية أجنبية يجب أن لا يتخذ في لحظة ضغط أو ضعف خاصة وأننا نخوض حرباً ضروس ضد مليشيا أضعفت الدولة السودانية، و سوف يخرج منها منهك،و نحتاج إلى وقت للتعافي مما أحدثته تلك الحرب، و الدول ذات السيادة الوطنية لا تقيم قواعد أجنبية قد تشكل خطراً على أمنها القومي و سلامة أراضيها، لذلك لا يجب أن نقدم بلادنا على طبق من ذهب للدب الروسي نكاية في الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي، على القيادة السودانية الآن رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً لا رجعة فيه.
إن الروس لن يعطوا شيئاً ذا قيمة للسودان وشعبه ،بل سوف يمتصون موارد البلاد مثل الطفيليات التي تتغذى على غيرها و تتركه نهباً للأمراض والاسقام.
اللهم ارفع سخطك ومقتك عنا