أعمدة الرأي

امر واقع

اماني ابو فطين
اماني ابو فطين
الى امراة ما 1-2
بغض النظر عن قدسية بعض الحروب التى يخوضها الإنسان مجبرا في كثير من الأحيان، وقد لا يملك في رأي أو يد ولكن تفرض عليه من قبل من يمسكون بزمام الأمور، الا ان فقدان عزيز لديك منخرط مع إحدى الفئتين المتحاربتين الم لا يدانيه الم ، نحن نتوجع حد الوجع فكيف بالامهات ،من حملت في احشائها مضغة حتى صارت جنين مكتمل تسعة أشهر، يشعر بحزنها و فرحها وهو جنين ، تلاعبه وهو في بطنها، يأخذ من دمها و عظامها، بعد مخاض لا يوصف آلمه يزول عندما ترين وجهه الملائكي البريء ،ترعاه طفل حتى يشب عن الطوق تراقب حركاته و سكناته تتألم لأمه و تفرح لفرحه، تسهر الليالي بالقرب من فراشه اذا اصابه مرض ما .
كيف تتحمل فقدانه الابدي في حرب ليس لها طائل أو موكب نادي فيها بالحرية و طالب بحقه في الحياة لتنهي آماله و أحلامه رصاصة لا تساوي قيمة حذائه، من قلب ميت و نفس حقود
مهما كتبت ستقف الحروف و الكلمات عاجزة عن وصف ما تشعرين به،كيف استطعتي ان تحتملي كل هذا الالم، يالله يا الله ،وانت تفقدين فلذة كبدك جزء من روحك بعضك، صابرة محتسبة، أو جازعة ملتاعة، فستبقين إنت الصمود والقوة والجسارة ، وليس من يخوضون على الحروب بأجساد ابنائك
مهما كانت هذه القدسية لا شئ يعيد لتلك الأم فلذة كبدها، عزاؤها أنه عند الرؤوف الرحيم اللطيف، وشكرنا لك ملأ الأرض احتراما وتقديرا و حبا وهو يدافع عما آمن به في حمايتنا و الذود عن حياض هذا التراب،
من هنا يأتي السلام واجب محتوم وليس خيارا حتى نبقى على حياة بعضنا و نرأف بحال أمهاتنا.

حرب السودان من اقذر الحرب إلتى مرتعلى تاريخ البشرية ،تحملت النساء وزرها الاكبر فقد الزوج و الابن و الله والاخت، الام والاب والكثير من أفراد الأسرة الممتدة،وكان الأشد قذرة انها كانت على اجسادهن قتلا واغتصابا أو الاثنين معا،تحل لنا كل يوم اخبار أكثر إيلاما، تقشعر منها الأبدان منها العثور على جثامين لنساء داخل بئر “سبتك تانك” ملفوفات داخل سجادات صلاة بمنطقة شمبات ببحري بعد أن
تمكنت فرق الدفاع المدني بولاية الخرطوم وجمعية الهلال الأحمر السوداني، من انتشال جثمانين من بئر سبتك تانك ، بمنطقة شمبات الجنوبية بمحلية بحري، في حادثة هى الثانية بعد انتشار جثامين من بئر الأسبوع الماضي بمنطقة الفيحاء بشرق النيل.
وأكد مدير هيئة الطب العدلي بولاية الخرطوم د. هشام زين العابدين، في تصريح صحفي عقب انتشال الجثامين، أن الجثث لنساء تم تعذيبهم داخل منزل بشمبات الجنوبية ،
وبعد وفاتهن تم حملهن بسجاد الصلاة ورميهم في السبتك تانك، مشيراً إلى أن أسباب الوفاه تعود إلى كسور في عظام الجمجمة ومنطقة الحوض.
ليس هنالك أكثر فظاعة من ذلك قتل النساء بعد التعذيب ،هذا غير الاختطاف و الاغتصاب و البيع في أسواق الرقيق بعض مما يحدث في خور جهنم.
لا يوجد قانون وضعي في العالم يستطيع أن يجد عقوبة تكفي لكل الجرائم البشعة التى ارتكبت ضد النساء في السودان ولا يوجد وصف لهذه الجرائم و الانتهاكات وكلمة جرائم ضد الإنسانية لا تفي بحقها.
إليك أيتها الصامدة الصابرة رغم المهم والأحن ،يا بت ملوك النيل إليك يامن تقفين شامخة رغم نيران الحرب، ان الكلمات تبدو شاحبة لا معنى لها أمام ما تحملينه من الم، الى كل اللاجئات اللاتي يحملن الوطن في قلبهن.
أنتن رمز الصمود الأمل.

أبقى سالمة
ما عدمناك بى خطاويك وهتافك ..
بى عزيمتك وانتى حالمة ..
وشايلة همنا فوق كتافك ..
واقفة دغرية ومسالمة.. وزاهية بى الوان عفافك ..
راكزة للعصبة اللى ظالمة ..
وعارفة صوت الجور بخافك ..
امر اخير

في يوم الام كل الكلمات لا تعبر عما يعتمل في دواخلنا
تعيشي لا مقهورة لا منهورة لا خاطر جناك مكسور

اللهم ارفع سخطك ومقتك عنا اللهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى