المليشيا”..ومحاولة البحث عن “نفاج” للخروج الآمن..!

ام درمان كوشى نيوز.
* لن تفلح الثورة “التصحيحية”..وما تبقى من المليشيا مصيره “الهلاك”..!
* تمزقت “الاوصال”..وانقطع الإمداد ..وتاه “آل دقلو” في الصحاري..!
______________
تقرير/ هاشم عبد الفتاح
(على خطى متسارعة تواجه المليشيا المتمردة مصيرها المجهول بعد حسمها ومطاردتها من قبل القوات المسلحة
وتؤكد المتابعات أن خلافات وتباينات كبيرة ضربت صفوف المليشيا بسبب التمايز القبلي وبرزت هذه الانشقاقات مع تمدد الجيش في مساحات واسعة فيما انحسرت قوات المليشيا في مساحات محدودة وربما يعلن خلال الفترات القليلة القادمة إعلان ولاية الجزيرة خالية من التمرد ، وفي تطورات متلاحقة تحدثت المصادر عن تشكيل ما يسمى بالهئية الثورية التصحيحية داخل المليشيا وقد سارعت هذه الهيئة إلى إصدار بيان رسمي بإسم الدعم السريع قالت فيه (أن مكوناتها السياسية والعسكرية والثورية التصحيحية انتظمت في مشاورات ومستمرة لعزل عصابة آل دقلو ) وأكدت أنها وجهت جميع القادة العسكريين بالخرطوم بالانسحاب الفوري من كل المواقع والارتكازات والتوجه إلى خارج حدود العاصمة وأضافت الهئية نرفع صوتنا بعزل القيادة الحالية للدعم السريع من عصابة آل دقلو وقالت : سنعمل على تنفيذ خطة العزل والتي بدأت بالفعل ،كما طالب بيان الهيئة الاتحاد الأفريقي والايغاد ومنبر جدة وكل الدول الحالية على تحقيق السلام بالسودان وعدم التعامل مجددا مع عصابة آل دقلو لحين استرداد المؤسسة لحضن الوطن).
* المليشيا (تقتص) من بنيها..!
وقررت الهيئة في بيانها أنها ستعقد مؤتمر ا شاملا للقيادات الميدانية والعسكرية لإعلان الميثاق الشامل لإسترداد المؤسسة وتسليمها لقيادة الدولة وطالت في ذات الوقت بإقامة دعاوي أمام المحاكم لتسليم الاخوين (حميدتي وعبد الرحيم) بإعتبارهم مجرمي حرب وان جميع الأدلة والكافية لإدانتهم متوفرة لديهم ، ولمزيد من الاضاءات والايضاحات حول حقيقة هذه الحركة الثورية والتصحيحية داخل المليشيا ومستقبل المليشيا في ظل هذه الحركة ، ومدى استجابة أو تعامل الحكومة مع هذه المحاولة
* (سيناريو) التفكيك القبلي..!
وتحدث اولا المحلل السياسي والكاتب الصحفى الأستاذ عثمان ميرغني (لصوت الجزيرة) قائلاً: بلا شك ان التراجع الكبير عسكريا وسياسيا، بل و حتى مجتمعيا. ادى لخلخلة جسم الدعم السريع و ظهور بعض الانسلاخات خاصة في مؤسسة المستشارين.
بالتأكيد مثل هذا الوضع يؤدي للتعجيل باتقسام في الدعم السريع على المستوى السياسي و تراجع السند المجتمعي لكن اعتقد ان الأسوأ هو الانقسامات العسكرية التي ستجعل أن هناك صعوبة في التفاوض على تفكيك الدعم السريع و ربما يتحول الى مجموعات قبلية متفلتة يصعب السيطرة عليها
تمزيق (أوصال) المليشيا..!
وفي السياق نفسه يرى الاستاذ فتحي ابو الحياة احد أبرز المرشحين لمنصب رئاسة مجلس الوزراء يرى أن الدعم السريع كقوة عسكرية تمردت على القوات المسلحة وقتلت المواطنين العزل ونهبت ممتلكاتهم ومقتنياتهم وتسببت في نزوحهم ولجوءهم، ودمرت مؤسساته التعليمية والبحثية وعطلت الحياة وتسببت في ضياع عامين دراسيين للطلاب والطالبات.
ايضا ادت الحرب إلى قتل كل قيادات الدعم السريع في ظل عدم وجود مشروع سياسي وتقطعت أوصال قياداته في الميدان مما جعل منتسبيه تحت مرمي نيران الجيش السوداني والمقاومة الشعبية وكل داعميه ، كما تمكن الجيش السوداني من قطع كل الإمدادات التى كانت تأتي اليه من داعميه بالخارج.
بالإضافة الي العقوبات الأمريكية المفروضة علي قياداته مما أدى إلى تراجع داعميه من الدول في محيطه الاقليمي والدولى
* تراجع القوة المدنية ..!
واضاف أستاذ فتحي : ومع كل هذه المعطيات لم تبرز شخصية عسكرية تتبع للدعم السريع تقود عمل تصحيحي خلاف ما قام ويقوم به حميدتي من عمل عسكري أدي إلى تدمير البلاد.
فيما تراجعت القوة المدنية التي كانت تدعم هذه المليشيا مثل (تقدم ) التي ظلت توفر الغطاء السياسي للمليشيا خصوصاً بعد الانشقاق الأخير ضرب (تقدم ) من قوى اخري تريد تكوين حكومة داخل مناطق سيطرة الدعم السريع
كما تسبب بعض داعمى المليشيا من النشطاء السياسيين في الميديا من إذكاء خطاب الكراهية بين مكونات الشعب السوداني الذي عاش متسامحاً فيما بينه ، بالإضافة إلى انسلاخ عدد كبير من مستشاري الدعم السريع وقيادات الإدارة الاهلية
ويعتقد الأستاذ فتحي ابو الحياة ان القوات المسلحة السودانية تظل هي الضامن الأساسي والحقيقي لوحدة السودان وحفظ سيادته كونها المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تجسد وحدة وقومية البلاد
* (إنقلاب) وليس تصحيح..!
اما الأستاذ مزمل عبد الغفار المحلل السياسي والكاتب الصحفى فقد ذهب في إتجاه أن الوضع الميداني الراهن غير مفهوم اطلاقا سوي التسليم الفوري لكافة مقاتلي مليشيا الدعم السريع فهي قوات عسكرية تمردت علي الدولة وعلى القوات المسلحة وبالتالي من غير المفهوم ايضا ان تتنادي اصوات من داخلها اومن خارجها لتعلن ان هناك حركة تصحيحية وان كانت هذه الفكرة الاسعافية قد راجت عند هؤلاء فلن يصلح العطار ما فسد من عطر وهو بلا شك عطر نتن .
فمفهوم الحركات التصحيحية دائما ما نعرفه انه يكون للاجسام والتنظيمات السياسية أما للحركة العسكرية المتمردة يكون التصحيح هنا بمثابة (انقلاب) وان كان ذلك اوغيره فهذا حدث قد تجاوزه الزمن وواقع الاحداث والمعطيات والجرم الماثل الذي تم لا يتيح لاي جهة او اي شخص ان يتقاضي عن ما جري من انتهاكات بالغة الأثر والخطورة .
* الرهان الخاسر..:
وأعتقد أن ما يسمى بالحركة التصحيحية هي في الواقع محاولة فقط لغوث الجواد الخاسر .. ولكن هيهات فقد ضاع الزمن علي اهل (الرهان الخاسر).. وضاع الكلام وماتت حروف (اللقيا)..
وأعتقد أن المليشيا اثبتت انها حركة ارهابية ومدانة علي كافة المستويات المحلية والاقليمية والدولية والآن غالبية مستشاريها يتساقطون منها (كورق الاشجار) وما تبقي منها مصيره الهلاك ولن تنجو من ذلك لا بحركة تصحيحية ولا بأي كريمات تجميلية مصيرها الموت ومذبلة التاريخ.
ولكن من المقبول أن تكون هناك حركة لتصحح الحواضن خطها وطريقها بان تنأي بعض القبائل بنفسها عن ما شاركت فيه من جرم نتاج دعمها للمليشيا وأن تدرك أن خطها ومسارها السابق كان ضد المنطق وضد التاريخ والمستقبل ولذلك فهي تجد نفسها مطلوبة وبالحاح للحركة التصحيحية في داخلها لحاقا في ذلك بسفينة الوطنية .