السودان وأسبوع المرور العربي
السودان وأسبوع المرور العربي: تطبيع الحياة وتعزيز العلاقة بين الشرطة والجمهور
عميد شرطة عمر محمد عثمان يكتب
يحتفل السودان بأسبوع المرور العربي هذا العام في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد، لكن رغم كل التحديات، أصرت الإدارة العامة للمرور على تنظيم الفعاليات والمشاركة الفاعلة في هذا الحدث الإقليمي، في رسالة واضحة بأن السودان لا يزال حاضرًا بمؤسساته، ومتمسكًا بدوره في المحافل الدولية والإقليمية.
أسبوع المرور العربي ليس مناسبة شكلية أو مجرد شعارات، بل هو محطة سنوية تهدف إلى تعزيز وعي المجتمع بالسلامة المرورية، وترسيخ الشراكة بين المواطن ورجل المرور. ومشاركة السودان هذا العام ببرامج توعوية ومعارض وندوات متخصصة، يؤكد على أن الدولة عازمة على المضي قدمًا في تطبيع الحياة، والحفاظ على الخدمات الأساسية.
ومن الملاحظات الإيجابية هذا العام، أن عددًا من ولاة الولايات بادروا بتخفيض رسوم التراخيص بنسبة 50%، وهي خطوة معتادة خلال الأسبوع، بتوصية من الإدارة العامة للمرور. مثل هذا القرار لا يخفف فقط من الأعباء المادية عن المواطنين، بل يفتح نافذة من الثقة والتقارب بين الشرطة والجمهور، ويعكس البعد الإنساني في أداء الجهاز الشرطي.
إلى جانب الفعاليات المرورية التقليدية، شهد أسبوع المرور هذا العام مبادرات نوعية إجتماعية مؤثرة تواكب المرحلة وتراعي أبعاد المسؤولية المجتمعية. فقد نظمت إدارات المرور زيارات إلى منسوبي الشرطة المصابين في حرب الكرامة، في لفتة تقدير لبطولاتهم وتضحياتهم، كما شملت الزيارات أسر الشهداء، وتم تقديم دعم رمزي لبعض التكايا ولفاقدي الرعاية، تأكيدًا على أن الشرطة ليست مجرد جهة تنفيذية، بل هي شريك أصيل في النسيج الاجتماعي للمجتمع السوداني.
وهنا لا بد من تثمين المقترح الجميل الذي تقدم به سعادة اللواء شرطة (م) عمر محمد أحمد، الخبير المروري المعروف، والذي دعا فيه إلى مساهمة المرور بالتنسيق مع (شرطة ولاية الخرطوم و الإدارة العامة للمباحث المركزية) في تجميع العربات المهملة في الطرقات، والتعرف على أرقام الشاسيه والمكنة، ثم الرجوع للسجلات لمعرفة أصحابها والتواصل معهم أو إعلان قوائم رسمية بأسمائهم. مبادرة كهذه تحمل بُعدًا إنسانيًا وعمليًا في آنٍ واحد، ويمكن أن تسهم في حفظ الممتلكات وبناء الثقة العامة.
وفي الختام، نبعث بخالص الشكر والتقدير للأخ اللواء شرطة سراج الدين منصور خالد، مدير الإدارة العامة للمرور، ولكل منسوبي الإدارة، على ما يبذلونه من جهد، وعلى ما قاموا به سابقًا من استعادة أنظمة وبيانات المرور التي حفظت حقوق المواطنين ومهّدت لاستمرارية العمل في أصعب الظروف.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٥ مايو ٢٠٢٥م