Uncategorized

التحام جيوش الكدرو وأمدرمان والقيادةالعامة بعد مرور عشرين شهرًا من حرب الكرامة دليلٌ على قوة وعزيمة القوات المسلحة السودانية

بورتسودان متابعات كوشى نيوز

*كتب: سبت ودا*

منذ أن أشرقت شمس الخامس عشر من أبريل 2023، وجد السودان نفسه في قلب معركةٍ لم تكن متكافئة، لكنها كانت حتمية. حربٌ أشعلتها مليشيات الدعم السريع، لتختبر صمود الوطن ومعدن أبنائه. وعلى مدار عشرين شهرًا من المواجهة، كان المشهد السوداني لوحةً ملحمية متكاملة الأركان، مزجت بين تضحيات الجنود، صبر المواطنين، مساندة المقاومة الشعبية والقوات المشتركة، ودماء الشهداء التي كانت وقود النصر.
البداية كانت هجمة غادرة وشعبٌ صامد
منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا أن هذه الحرب لن تكون تقليدية. مليشيات الدعم السريع، بآلتها العسكرية، اجتاحت المدن والقرى بلا رحمة، مستبيحة الأرواح والممتلكات. اعتداءاتٌ جسيمة طالت المدنيين، وجرائمٌ منظمة من سلبٍ ونهبٍ وتهجيرٍ قسري، ومع ذلك، لم ينحنِ الشعب السوداني. صبرٌ فوق الصبر أظهره المواطنون، الذين تحملوا المعاناة وهم يرون منازلهم تُدمّر، ومواردهم تُنهب، لكنهم ظلوا متشبثين بالأمل، مؤمنين بعدالة قضيتهم.
القيادة العامة قلعة الصمود وسط الخرطوم، بقيادة الجنرال حسن داؤد كبرون، الذي كان أول ضابط عظيم يظهر بعد أسبوعٍ من اندلاع الحرب فى كلمتة القوية والشجاعة التى اعلن فيها الوقوف ضد الأعداء وحماية تراب الوطن من المعتدين، هنالك بدأت تتشكل قصة جديدة من قصص البطولة. في محيط القيادة العامة، حمل الجنود المرابطون على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن شرف الوطن منذ اليوم الأول. لم تهن عزيمتهم رغم الحصار والظروف القاسية. كانوا، وما زالوا، رمزًا للصمود، يقفون كالسد المنيع في وجه كل محاولات المليشيات لاختراق إرادة الشعب.
اليوم الجمعةالموافق ٢٤يانير٢٠٢٥م، فى تقدم ميداني كبير حققت القوات المسلحة السودانية إنجازًا ميدانيًا جديدًا بوصولها إلى مقر قيادة سلاح الإشارة، أحد المواقع الاستراتيجية الهامة في المعركة. هذه الخطوة تمثل اختراقًا كبيرًا لمواقع مليشيات الدعم السريع، وتؤكد أن الجيش السوداني يقترب أكثر فأكثر من لحظة الحسم، مسطّرًا بإنجازاته العسكرية صفحات جديدة في كتاب الانتصارات.
دور القوات المشتركة وهيئة العمليات
في هذه الحرب، لم يكن الجيش السوداني وحده؛ فقد أظهرت القوات المشتركة، إلى جانب قوة هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، كفاءة عالية ومساهمة مؤثرة في المعركة. هيئة العمليات، التي تتمتع بخبرة واسعة في العمليات الخاصة، كانت عنصرًا حاسمًا في تنفيذ ضربات مركزة ضد معاقل المليشيات، وتأمين المواقع الحيوية. هذا التعاون العسكري المتكامل بين القوات المسلحة وهيئة العمليات والقوات المشتركة أثبت أن العمل الجماعي هو المفتاح لتحقيق النصر.
دور المقاومة الشعبية
إلى جانب القوات النظامية، لعبت المقاومة الشعبية دورًا لا يُستهان به في تعزيز الروح القتالية ودعم العمليات العسكرية. أبناء السودان من مختلف المناطق وقفوا في صف الوطن، وشاركوا بفاعلية في الدفاع عن الأرض والعرض. كانوا سندًا للقوات المسلحة، وبفضلهم استطاعت الجبهات أن تحافظ على قوتها وتماسكها.
الأجهزة الأمنية والشرطة: أبطالٌ خلف القوات المسلحة
إلى جانب القوات العسكرية والمقاومة الشعبية، كان لجهاز الأمن والمخابرات الوطني دورٌ حاسم في كشف مخططات المليشيات وتأمين البلاد من الداخل. بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، تمكنت القوات المسلحة من توجيه ضرباتٍ مؤلمة للعدو. كذلك، كانت قوات الشرطة السودانية، وخصوصًا بقوتها المعروفة “الاحتياطي المركزي” بشعارها الشهير “أبو طيرة البفك الحيرة”، حاضرة بقوة في الميدان، ولم تتأخر في حماية المدنيين والحفاظ على النظام، متحديةً كل محاولات المليشيات اليائسة لنشر الفوضى.
دماء الشهداء: ثمن الحرية والكرامة
وسط هذه المعركة الضارية، كان السودان يودّع يوميًا أبطالًا ضحوا بحياتهم ليبقى الوطن. دماء الشهداء التي سالت على أرض المعركة، وفي شوارع المدن والقرى، كانت علامةً مضيئة في هذا الظلام. لم تكن تلك الدماء مجرد خسائر، بل كانت رسائل واضحة تقول: “هذا الوطن لن يُهزم، مهما كان الثمن.”
في المقابل والشاهد ، ان مليشيات الدعم السريع تعيش أسوأ حالاتها في كل بقعة، الفاشر المنيعة، والخرطوم الصابرة، ومدني الغالية. مع توالي خسائرها في الميدان، مع انهيار الروح المعنوية لقياداتها ومقاتليها، لجأت إلى أعمال تخريبية يائسة. آخر هذه الجرائم كان إحراق مصفاة الجيلي، واستهداف محطات الكهرباء في مروي ودنقلا، وتدوينها العشوائي للمواطنين العزل فى كرري . لكن هذه المحاولات البائسة لم تنل من عزيمة الشعب السوداني، الذي أثبت مرةً أخرى أن إرادته أقوى من كل تلك المحاولات اليائسة.
القائد العام وسط جنوده: النصر يلوح في الأفق
في ظل التقدم المستمر للقوات المسلحة على مختلف الجبهات، يتوقع السودانيون ظهور البرهان ، هل بالفعل خلال الساعات القادمة سنراه وسط جنوده في القيادة العامة؟ الإجابة تأتي كما وعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول البرهان، بأن ذلك اليوم قد أوشك ،سيكون ظهوره وسط جنوده داخل القيادة إعلانًا رمزيًا قويًا، يشير إلى أن لحظة الحسم قد اقتربت، وأن السودان بات على أعتاب النصر المؤزر.
النصر في الأفق
اليوم، ومع كل خطوة تخطوها القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وهيئة العمليات نحو الحسم، ومع كل قطرة دمٍ تُراق من أجل الوطن، تزداد ملامح النصر وضوحًا. السودان، بكل مكوناته، يقف متحدًا في وجه هذا العدوان، ليؤكد أن إرادة الشعوب لا تُهزم، وأن هذا الوطن سيبقى عصيًا على الانكسار.
ختاما..هذه الملحمة السودانية، التي امتزج فيها الصبر بالتضحية، والدموع بالدماء، ستظل درسًا خالدًا للأجيال القادمة. السودان، الذي كتب تاريخه بدماء أبنائه وصمود شعبه، يقترب من لحظة الحسم، ليعود أقوى وأبهى، وطنًا للحرية والعزة والكرامة.

عاش السودان حرا أبيا موحدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى