الاتجاهات الستة
نادر التوم… يكتب
نظرة بعمق
مفروضة 2-3!
تمهيد:
حديثنا في هذه السلسلة من المقالات، عن (نقابة التعليم)، نقابة المعلمين، بصفة خاصة، أما بقية النقابات، فاهلها أدرى بشعابها، و تشعباتها، ،و إن كنت أمني النفس أن يطرح منسوبوها مشكلاتهم، و تصوراتهم، حتى تتكامل رؤية واضحة و عميقة و منهجية، لتكوينها و تطويرها و (تفعيلها)!.
(1)
يجافي الحقيقة، من ينكر أن الإنقاذ، لم تقدم شيئا للشعب السوداني، و في مجالات عدة، فتلك أشياء يثبتها وجود الخدمات، و المرافق، و البنى التحتية المنتشرة في أصقاع البلد.
لكن للحقيقة أيضا، فإن تلك الإنجازات، لا تساوي قطرة في محيط الإمكانات و الموارد و السنوات، التي توفرت لها،
و الأمر ذاته ينطبق على نقابة المعلمين، بما أن القصة كلها كيزان في كيزان، فهم لهم إشراقاتهم ، لكن ليس بالمستوى و لا الحجم ، و لا التطلعات المرجو من قبل المعلمين، و لا بالامكانات المادية و البشرية التي توافرت لها.
(2)
لسنوات طويلة، ظلت نقابة المعلمين، تخصم عدة خصومات، و هي( أشكال و الوان)، في المرتب الواحد، و (البي شيت) الواحد ،(و الما عندو مستندات كضاب)، خصومات لم يتوقف كثير منها، حتى بعد انتهاء غرضه، و قد أفلح (القحاطة) في ايقاف هذه الخصومات، ما يعني أنها كانت(ساي) ، و لم تكن قانونية!.
(3)
لكن القحاطة أنفسهم، لما آل اليهم أمر الحكم، و النقابات، و المعلمين من ضمنها، لم يقدموا شيئا لزملائهم المعلمين، الذين كانوا ينادون بحقوقهم زمن الكيزان، و التي كانوا يصرحون بأنهم أتوا لتحقيقها، حينما اعتلوا السلطة، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، اللهم إلا عبر الخيال و الوعود الكاذبة ( أعلى مرتب في الدولة، السيارات، المساكن، الخدمات و السلع.).
(4)
و الأخيرة هذه، اتضح أن القحاطة ينتهجون نفس نهج الكيزان، بل أسوأ، (برنامج سلعتي)، كان من ضمن البرامج (المضروبة)، مثل (ثمرات) ، و الذي تضرر منه المعلمون أكثر من أن يفيدهم، ففقدوا أموالهم التي كانت لها قيمة وقتها، و لم يتمتعوا باي (سلعتي)، أتحدث هنا تحديدا عن محلية (بحري)!.
(5)
كل ذلك يثبت أن النقابات
ـ باختلاف ميولها السياسية ـ لم تكن يوما في صف المعلم، (رغم أن لها إشراقات كنا ذكرنا آنفا)، والغريب أنها تتكالب على المعلمين (زملائهم)، و تغير مواقفها للنقيض و الضد، كما حدث من تهديد من القحاطة المسؤولين عن التعليم، لما قرر المعلمون خوض إضراب، يطالب بحقوقهم، و هم الذين كانوا من قبل يطالبون و ينادون بالاضراب، عندما لم يكونوا في السلطة، هذا يدلل على أن خدمة و حقوق المعلمين آ(خر اهتماماتهم!).
(6)
بعد تولى القحاطة اللأمر ،تفاءل المعلمون خيرا، كما تفاءل السودانيون ، بحمدوك، لا سيما أن من وقع مع حميدتي، من الجانب المدني، كان معلما، تولى بعد ذلك إدارة مستشفى المعلم و استثمارات المعلمين، و حينما بأت الحديث عن مستشفى المعلم، الذي يعالج الجميع (إلا المعلم)، تجد عجبا، و عن استثمارات المعلمين (الفندق و الصالة و غيرها، و التي أنشئت من إسهامات و استقطاعات المعلمين)، تجد أعجب!.
(7)
كل تلك الاستثمارات لا يعود شئ منها المعلم، أما حكاية العلاج فهي مضحكة، إذ لا تساوى بطاقة التأمين الصفراء، ثمن الحبر الذي كتبت به، و هي لا تفيد الا في (بعض) الفحوصات، و قليل جدا من العلاجات، إذ أن أكثرها (ما داخلة في التأمين)، مع أن هناك مبلغا يستقطع شهريا (إلى الآن) و آلاف لا يستفيدون من هذه الخدمة!.
و الفندق قد لا يستفيد منه كثيرون، أما برج المعلم فذاك أمر آخر، إذ أن قصته و مشكلته قبل أن نتعين!.
(8)
اتجاه واحد:
النقابات أمر مهم ، و دورها كبير، و يجب أن تات باختيار منسوبيها، لا أن تفرض عليهم فرضا!.
في الجزء الثالث و الأخير من المقال، نستعرض المطلوب من نقابة المعلمين، و كيفية اختيارها، و الدور المرجو منها، و كيفية تحقيفه إن شاءالله!.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!.
و الله اعلم.