أعمدة الرأي

الاتجاهات الستة

نادر التوم
نادر التوم… يكتب
نظرة بعمق
زيت الرجوع 1-2
إنما يُربَّى الإنسان بآلامه ؛ كما تُربّى السُّيُوفُ بِجمرِ النّار.!
جلال الدين الرومي
(1)
ليس مجرد مقال، إنما هي وثيقة مهمة للتاريخ، حبيبي ندور!.
واصل في الكتابة، انت في بداية صياغة كتاب كامل،
جمال السرد، والسلاسة، تجعل القارئ يلتهم ما تكتبه بسرعة البرق١
……………….
سبحان الله! اول مرة اسرح في القراءة. وكأنك بتوصف في حالي، التحية ليك نادر
وسبحان من علمك سحر البيان2
1- رسالة من الاستاذ الحبيب، جعفر سليمان. الإعلامي و الأستاذ الجامعي
2- رسالة من الحبيب نزار الطيب (أبو مضر) المربي و معلما لأجيال
تعليقا على مقال (الأعياد التلاتة)
و هو دافع جيد لنبدأ المقال الجديد!.
(2)
منتصف أبريل 2023
الموافق أواخر رمضان 1444
انطلقت (الرصاصة الأولى)، و انطلق الناس ـ حسب امكانياتهم و ظروفهم ـ هربا من الحرب، و في بالهم أنها (أيام و بتعدي)، البعض تفقد أهله و ذويه، و الكثيرون تعاملوا مع الكارثة بطريقة (نفسي نفسي)!.
(3)
تفرق الناس، ما بين نزوح و لجوء، ما بين ترحاب و أستياء، من الأماكن و الدول داخل البلاد وخارجها..
عانى الناس من أوضاع مأساوية، سوداوية، و طالت الفترة ،و طال الأمد، ما بين داعين إلى توقف الحرب (لازم تقيف-)، و داعين لاستمرارها مهما كانت النتائج و الظروف، تحت شعار (بل بس #)!.
(4)
انتشر الدعامة، و بعد فترة طويلة من الصبر ، أثرت على المواطنين ، في أرواحهم و ممتلكاتهم، تمكن الجيش، و قواته المساندة من قلب الطاولة على الدعامة، عن طريق (ريمونتادا)، اأخرجتهم من الولايات و القرى و المدن و العاصمة تباعا!.
(5)
حينها بدأ كثير من المواطنين، ممن اكتووا بنيران الغلاء ، و الاستغلال، و صدموا في اهلهم، و مناطق نزوحهم،العودة إلى بيوتهم و (أعيانهم المدنية)، بعد أن ضاق بهم الخناق، و بلغ بهم الضيق مبلغا، فاختاروا العودة الطوعية، منهين معاناة و عذاب و ضباع سنين.
(6)
مكمن و مبعث الألم، كان في التعامل مع نازحي و لاجئي الحرب بقسوة و غلظة، و تجريم لهم ، مع توصيفهم بأوصاف محبطة، و مستفزة، و مع توجيه الاتهام لهم (في اي مصيبة زمان تحدث)، ليكابدوا الألم في أقسى صوره، و لتجتمع عليهم آلاما مبرحة (من النقطة صفر)، و من كل الاتجاهات!.
(7)
العودة نفسها اختلفت في أزمانها، كل حسب ظروفه، كما حدث في الخروج ،البعض عاد باكرا ، رافعا شعار (الدانة و لا الإهانة)، و البعض بعد مدة رافعا شعار (ضرب النار و لا قروش الايجار)، عادوا و تحملوا ظروفا قاسية، و بعضهم لم يتحمل مشاهد الدمار و الخراب، و الجوع، و الخوف، و لم يصبر على نقص الأنفس، و الأموال، و الثمرات، فعادوا ادراجهم لمناطق النزوح، مستحملين المزيد من الضغط، مضحيين بأعيانهم المدنية، و البعض رجع بعد أن تأكد من تحرير منطقته و المناطق المحيطة، من باب (الضايق قرصة الدبيب)، متحملين كل ما ينتج من ذلك عن آلام!
(8)
البعض بعد التحرير، صبر على أوضاع قاسية، و تأقلم على الأوضاع و الأجواء الغريبة و المريبة، نزلوا اعمالهم، و دارت عجلة حياتهم، (كيف ما اتفق)..
بعضهم رأى أن هذه المدن، و الحلال، و بخاصة الخرطوم (العاصمة زمان) ،تحتاج لسنوات طويييلة لتعود كما كانت، بينما المتفائلون و المتفاعلون، يرون أن الأمر يمكن أن يتم سريعا،
و كلاهما محق و سنوضح كيف أن شاءالله!.
(9)
بالتأكيد، يستقي (الباقون)، و الماكثون في مدنهم، و قراهم الاخبار ممن لم يغادروا، و من الذين عادوا، و كثيرون قرروا،العودة بعد العيد، لا سيما أن هناك مسؤولين طالبوا الموظفين و العمال ب(العودة الجبرية)، (كسر رقبة)، في موعد أقصاه منتصف هذا الشهر (يونيو)،
و نكتب في الجزء الثاني، إن شاءالله ،عن الأحوال التي عايشناها بعد عودتنا للعاصمة، لتكون (خارطة طريق) لمن اراد العودة.
اتجاه واحد.
لابد من الرجعة و إن طال السفر.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!و الله اعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى