Uncategorized

إعلان نيروبي تحالف المعارضة وصراعات المصالح على حساب الوفاق الوطني.!!!

متابعات كوشى نيوز

في الوقت الذي يمر فيه السودان بمرحلة مفصلية في تاريخه السياسي، كان من المتوقع أن تلعب قوة المعارضة الرئيسيه دورًا جوهريًا في تصحيح مسار ثورة ديسمبر والذي كان شعاره حرية سلام وعدالة وبدل الضغط على حكومة الفترة الانتقالية بمكونه العسكري والمدني لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لضمان انتقال سلس إلى سلطة مدنية ديمقراطية لكن بكل آسف الواقع كان غير ذلك ، وكما هو معروف كان المشهد واضح للجميع، اي مشهد سياسي بائس، حيث تحوّل تحالف قوة الحرية والتغير وهي كان تحالف المعارضة التي تصدر المشهد بعد سقوط حكومة عمر البشير وبدلا ادخال إصلاحات والاستفادة من أخطاء تجارب الماضي من سوح الصراع داخلي على المناصب، متجاهلًا القضايا الحقيقية.

تحالف بلا رؤية – ضياع الأولويات بالمحصاصات الحزبية وتشرزم في صفوفه
بعد زوال نظام عمر البشير ، كان ينبغي أن ينصبّ تركيز على الاصلاحات الجوهرية و تنفيذ البنود اهداف الثورة العالقة، مثل تحقيق الحرية وتحقيق السلام والعدالة ، والإصلاحات الهيكلية و المؤسسية، وصياغة وصناعة الدستور، وتهيئة بيئة سياسية ملائمة للانتخابات المقبلة ولكن بدلًا من ذلك، تحولت أجندتهم إلى سباق محموم على المكاسب الشخصية، حيث أصبح الصراع على مناصب وزراء وحكام في الولايات وازالة التمكين وتغيير مناهج وتغير قوانين ومخاوف فوبيا الكيزان، وكأن مستقبل السودان يتوقف على من سيحصل على هذا المقعد أو الوظيفة.

هذا السلوك لا يعكس سوى افتقار قادة القوة السياسية التي حكمت بعد سقوط النظام إلى رؤية استراتيجية واضحة فبدلًا من العمل على ضمان استقرار سياسي يمهّد لدولة مدنية و ديمقراطية بالممارسة والفعل وليس بالقول ، ولكن بكل آسف نجدهم كانو غارقين في نزاعات هامشية حول تقاسم السلطة، في وقت يعاني فيه الشعب من أزمات إنسانية متفاقمة.
والصراع على الشرعية،
وإذا كان الانقسام بين المعارضة والحكومة متوقعًا، فإن الانقسامات داخل قوى المعارضة نفسها أكثر خطورة، لأنها تعكس أزمة أعمق تتمثل في غياب القيادة الواعية والموحدة، خير مثال على ذلك هو النزاع المستمر بين مكونات القوة المعارضة اخرها انقسام تقدم حول من يملك الشرعية الحقيقية لقيادة العمل المعارض في السودان.

بدلًا من استغلال هذه المرحلة الحرجة لإعادة بناء و توحيد صفوفهم، وتحقيق مكاسب سياسية تعزز موقف المعارضة، تحوّل الصراع إلى تنازع شخصي، حيث يحاول كل طرف إثبات أنهم القوة الرئيسة الفعلية للعمل المعارض ، بينما هم عاجزين عن التأثير في المشهد السياسي أو الدفع باتجاه تنفيذ الاهداف المتفق حوله .
في مشهد آخر لا يقل عبثية، يبرز موقف الان في إعلان نيروبي لاعلان حكومة موزاية.
لماذا؟؟؟؟؟؟هذا الانحراف في مواقف شخصيات يعكس أزمة المعارضة في السودان عبر تاريخ ما بعد خروج المستعمر : لم تعد القضية قضية مبادئ أو التزام وطني، بل باتت لعبة مصالح ومناصب، يتم فيها تقديم التنازلات مقابل وعود سياسية قد لا تتحقق أبدًا.

الحكومة مستفيدة من معارضة مشلولة،إذا كانت المعارضة تعيش هذه الفوضى، فمن الطبيعي أن تكون الحكومة المستفيد الأكبر لانشغال قادة المعارضة في معاركهم الداخلية قد أعطى الحكومة فرصة ذهبية لتعزيز قبضتها على السلطة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا لتنفيذ الإصلاحات أو الالتزام ببنود اي اتفاق .
بغياب المعارضة الموحدة وقوية، لم تعد الحكومة مضطرة لتقديم تنازلات، بل سوف تماطل في تسويف ما يتفق عليه ، وينتظر اللحظة التي يصبح فيها أي استحقاق ديمقراطي مجرد إجراء شكلي، يتم هندسته بما يخدم مصالحها والأسوأ من ذلك، أن بعض قادة المعارضة أصبحوا أدوات في يد القوة الدولية ، يتم استقطابهم بمناصب باموال، بينما يواصلون خداع قواعدهم بأنهم ما زالوا يمثلون معارضة.
لا معارضة حقيقية ولا ديمقراطية.
إن انهيار وانقسام تحالف المعارض بهذا الشكل يهدد مستقبل السودان. فبدون معارضة قوية وموحدة وواعية ومسوؤلة ، ستظل التحول الديمقراطي والمدني المقبلة مجرد مسرحية سياسية، وسيتحول إلى مجرد شعارات جوفاء، وسيدفع المواطن البسيط الثمن الأكبر لهذا الفراغ السياسي.
لقد حان الوقت لقادة المعارضة أن يدركوا أن دورهم ليس التنافس على المناصب، بل النضال من أجل الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والمدنية وإذا لم يخرجوا من هذه الحلقة المفرغة منذ أول حكومة وطنية بعد خروج المستعمر الي الان ، فلن يرحمهم التاريخ، وسينظر إليهم الشعب على أنهم مجرد امتداد للحكومة المعارضة الفاشلة الذي وصلت الحكم واوصلنا الي ما نحن عليه الان .
السودان لا يحتاج إلى معارضة شكلية، بل إلى قوة سياسية واعية قادرة على كسر هذه الحلقة المفرغة من السياسة الغير رشيدة وإذا لم يحدث هذا التغيير سريعًا، فإن الشعب وحده سيكون صاحب القرار الأخير، في لحظة تاريخية ومفصلية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى