تقارير

أوراق من كادوقلي

المعز مجذوب خليفة
هل يصبح برنامج أرتيريا وسيلة ضغط على الدولة لنيل حقائب وزارية على حساب جنوب كردفان – جبال النوبة؟
وهل انتهت أرتيريا من مشاكلها الداخلية، لتأتي وتشُق صف النوبة؟ (2)
———————————————
بينما يمر السودان بمرحلة حرجة سياسيًا وإنسانيًا، تبرز تحركات غامضة تُنظم خارج البلاد، وتحديدًا في دولة أرتيريا. لقاءات تُعقد وتُحاك خلف الأبواب، يُقال إنها باسم النوبة، لكنها في جوهرها *قد لا تتجاوز محاولات ناعمة لابتزاز الدولة من أجل مواقع سياسية، عبر بوابة الإقليم الذي لا يزال يعاني من التهميش والحرب والنزوح.

السؤال الأخطر: هل أصبحت قضية جنوب كردفان – جبال النوبة ورقة ضغط تُستخدم لا لرفع الظلم، بل لتحقيق مكاسب سياسية آنية لبعض الأفراد؟
وإذا كان الأمر كذلك، فمن فوض هؤلاء؟ ومن أعطاهم الحق للحديث باسم شعبٍ صابرٍ لم يُستشار يومًا في ما يُدبَّر له في فنادق الخارج؟
هذه الاجتماعات، إن صحّت مقاصدها الانتهازية، ليست إلا تكرارًا لنهج “فرق تسد تُستخدم فيه معاناة الناس كجسر لعبور بعض الطامحين للسلطة، بينما يُترك أهل الإقليم في عزلة تامة، بلا خدمات، بلا غذاء، بلا أمن.

الردّ الحقيقي يجب أن يكون من الدولة نفسها.
لا بد من التعامل مع ملف جنوب كردفان – جبال النوبة كأولوية وطنية، لا ورقة سياسية.

وأول مسؤوليات الدولة: فتح طريق كادوقلي – الأبيض فورًا، وتأمين الغذاء والدواء لأهلنا المحاصرين.
أما من يتحدث باسم النوبة في الخارج دون تفويض، نقول له: لا تمثلنا.
جنوب كردفان ليست منصة تُستخدم للمساومات، ولن نسمح بتزوير الإرادة الشعبية عبر شلليات مصلحية.

الرسالة للدولة واضحة:
أوقفوا دعم الانتهازيين، وابدؤوا بدعم الإنسان.
والتاريخ لا يرحم.

ونواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى